الحياة تتوقف ساعتين فى القاهرة بسبب انقطاع الكهرباء.. وميكروفونات مساجد المحافظات تدعو إلى رفض سداد الفواتير.. وطوابير البنزين من الإفطار إلى السحور تحولت القاهرة وشوارعها ومصالحها أمس إلى ساحة حرب من نوع آخر، بين المواطنين والأزمات التى تكدست فى يوم واحد، وسيطرت حالة من الاضطرابات على المصالح الحكومية والمنشآت الحيوية، بسبب قطع التيار الكهربائى نتيجة عطل فى خط النقل الرئيسى بمحولات العاشر من رمضان؛ أدى إلى خروج محطتى شبرا الخيمة وشمال القاهرة عن الخدمة. وطوال نحو ساعتين، توقفت الحياة فى العاصمة، وجاهد ركاب مترو الأنفاق المتوقف للخروج من العربات الخانقة، وساروا على القضبان فى اتجاه المحطات، بينما تحولت شوارع القاهرة إلى جراج كبير للسيارات المتكدسة، بسبب لجوء المواطنين إلى سيارات النقل العام والميكروباصات والتاكسيات للوصول إلى أعمالهم. وقال الدكتور أشرف صبحى، رئيس شركة شمال القاهرة، إن محولات الشركة تفتقر إلى الصيانة منذ 9 سنوات، ورغم أن محطة شمال القاهرة حديثة التجديد منذ 4 سنوات فإن محولاتها ما زالت تعانى من الأعطال المتكررة. ورفض قطاع البترول مضاعفة كميات المازوت لمحطات توليد الكهرباء خلال الأسبوع الجارى، بعد تعدد سرق الكابلات فى المحافظات، مما تسببت فى قطع التيار الكهربائى بشكل مستمر. وأكد المهندس سيف الإسلام عبدالفتاح، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لتوزيع الغاز الطبيعى بالمدن «تاون جاس»، أن وزارة البترول قررت وقف ضخ محطات توليد الكهرباء بسبب تزايد عمليات سرقة الكابلات الكهربائية، مشيراً إلى أن استمرار تلك السرقات سيتسبب فى قطع الكهرباء لمدة أسابيع وليست ساعات. وفى المحافظات كانت الأزمة أكثر حدة، حيث تواصلت أزمة قطع الكهرباء وتخفيف الأحمال، وأعرب المواطنون عن استيائهم من تفاقم الظاهرة، لدرجة دفعت البعض إلى دعوة الأهالى عبر مكبرات المساجد للامتناع عن دفع الفواتير. وعلى صعيد أزمة المواد البترولية، تواصلت الطوابير أمام المحطات مع انتشار ملحوظ للسوق السوداء، لدرجة أن بعض السائقين يضطرون إلى تناول الإفطار أو السحور فى طوابير البنزين، وتمكنت حملات وزارة التموين أمس من ضبط 96 ألف و806 لترات بنزين وسولار قبل بيعها بالسوق السوداء تحرر عنها 15 قضية مواد بترولية على مستوى الجمهورية. وأكد المهندس عمرو مصطفى، نائب الرئيس التنفيذى للهيئة المصرية العامة للبترول بغرفة العمليات، استمرار ضخ كميات جديدة من البنزين والسولار لمواجهة التزاحم أمام المحطات، وأوضح فى تصريح خاص ل«الوطن» أن هيئة البترول تسلمت شحنة استيراد جديدة وسيتم توزيعها غداً حسب (جدول الأزمات) الذى توصى به الشكاوى المقدمة، حيث سيتم توزيع الشحنة الجديدة على مرحلتين خلال شهر رمضان الجارى.