قال السفير نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية، إن عقد اجتماع "جنيف 2" مهم جدا للجامعة العربية، موضحا أنه منذ فترة طويلة يعمل في هذا الشأن، مشيرا إلى أنه كان يتمنى أن يكون توقيته أقرب من ذلك. وأضاف العربي، خلال لقائه ببرنامج "هنا العاصمة"، أن الأوضاع في سوريا لا يمكن أن توصف؛ لأن تعداد القتلى في ازدياد، والأوضاع الإنسانية لا يمكن أن تحتمل، لافتا إلى أن هناك حوالي 6 مليون نازح داخلي على الأقل و120 ألف قتيل، وتابع "أنا شعرت بخيبة أمل عندما تأجل مؤتمر جنيف 2 وأتمنى أن يعقد في أسرع وقت". وأشار أمين جامعة الدول العربية إلى أنه أعرب لبان كي مون، أمين عام الأممالمتحدة، عن ترحيبه بعقد المؤتمر، خلال اتصال تليفوني، رغم أن المعارضة ترى أن تأخيره ليس مقلقا، مشيرا إلى أن الحديث عن فترة انتقالية وحكومة مؤقتة، وعن مصير بشار الأسد ليس مهما في البداية، وليس أساسا للمحادثات؛ لأن الشعب السوري هو من يحدد ذلك، موضحا أن الحديث عن فترة انتقالية يعني عدم وجود بشار في الصورة، لافتا إلى أن الجامعة العربية عرضت صيغا مختلفة في وقت سابق وفات أوانها مع تدهور الأوضاع، مشيرا إلى أن من هذه الصيغ هو الخروج الآمن لبشار الأسد، أو أن يدير إصلاحات سياسية، وتابع "لكنننا الآن في مرحلة جديدة نتحدث فيها عن وضع مختلف عن القائم". ونوه العربي بأنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد لعقد "جنيف 2"، ولا الدول المشاركة فيه، لافتا إلى أنه لازال هناك جدلا دائرا حولها، موضحا أن هناك فريقا يرى مثلا دعوة إيران، لأنها جزءا رئيسيا من المشكلة ووجودها ضرورة، وطرف آخر يرى أن وجودها عرقلة للقضية، مؤكدا أن المملكة العربية السعودية متواجدة بشكل رئيسي، فهي دولة عربية ودولة جوار وفاعلة في المنطقة، ووجودها سيكون محوريا ومهما. وحول دور الأخضر الإبراهيمي، قال العربي إنه لازال ممثلا أمميا في المنطقة، مشيرا إلى أنه تم تعيين نائبا له، لافتا إلى أن الإبراهيمي يتحفظ على الانحياز للمعارضة، موضحا أن اعتراف الجامعة بالائتلاف السوري ليس انحيازا من الجامعة، بل هناك دول كثيرة تعترف بهم سواء على مستوى أوروبا وأمريكا وغيرهما، وما يسمى بأصدقاء سوريا الذين بلغوا حوالي 115 دولة. وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أن دور قطر كان رئيسا للجنة الوزارية، مشيرا إلى أن الاجتماعات كانت تعقد في الدوحة وفي القاهرة، رغم الاضطرابات التي حدثت في بعض الأحيان،، منوها بأن اللجنة الوزارية كانت تدار بشكل مؤسسي، وليس من قبل دولة واحدة، موضحا أن الموافقة على القرارات كانت تتم من قبل 19 وزيرا، وليس وزيرا لدولة واحدة. وحول محادثاته مع "الجربا"، أكد العربي أنها مستمرة حول ضرورة توسيع قاعدة الائتلاف المعارض من جهة، ومن جهة أخرى توحيد الصفوف، مشيرا إلى أن الاجتماعات الأخيرة تغيرت فيها الصورة، "فلم يعد كوفي عنان الداعي لها كمبعوث أممي، لكن دولتين هما الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا، والسكرتير العام للأمم المتحدة". وقال العربي إن "الاتصالات مع الحكومة السورية مقطوعة منذ فترة طويلة قد تصل إلى عامين، منذ أن تم تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، وقبول الائتلاف السوري المعارض كممثل لسوريا منذ عام 2012، مشيرا إلى وجود بعض الاتصالات بعدها، منها لقاء مع وزير الخارجية في طهران، منوها أنه اتصل به مرتين بعد ذلك، ثم انقطعت الاتصالات؛ لأنه يرفض تلقي الاتصال الهاتفي. وحول ما إذا كانت الولاياتالمتحدة خدعت العرب بالضربة السورية التي زعمتها، قال العربي "لا أحب أن أستخدم مصطلحات مثل الخديعة أو التضليل، بما أن رئيس الجمهورية قال إن هذا خط أحمر، ولايمكن قبول المساس به، وتم اتخاذ قرارا نهائيا بالضرب والجميع كان يتوقع ذلك وننتظره بشكل يقيني، لكن عندما أعلن بوتين أنه سوف يتحدث معهم في واشنطن، بدا لي بعض الشيء أن الضربة لن تحدث. نحن يهمنا توقف الدماء وألا يحدث هذا بشكل عام؛ لأننا يهمنا الشعب السوري الشقيق. إننا نتعامل مع دولة سوريا وليس النظام، وبعض الدول العربية كانت تعارض توجيه ضربة لسوريا". من ناحية أخرى، علق الأمين العام لجامعة الدول العربية على الوضع المصري، بالقول إن ما يحدث حاليا من أفعال جماعة الإخوان، يؤكد الدعم الخارجي للتنظيم الدولي، مؤكدا أنه على الجماعة إعادة تقييم دورها في المجتمع المصري، وإدراك أن الإخوان مصريين في المقام الأول، والابتعاد عن توجهاتهم الأخرى. وأكد العربي أن قطر أو أي دولة عربية لم تبد أي انتقاد لبيان الجامعة العربية من ثورة 30 يونيو، لافتا إلى أن تونس أبدت بعض الإشارات. وحول تعديلات الدستور قال العربي "كنت أتمنى أن تكون لجنة الدستور مماثلة لدستور 23 ودستور 54، تضم شخصيات عامة وليس ممثلين لأحزاب، ولكني أشفق على عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين لما يتحمله من أعباء". وتابع "أفضل إجراء الانتخابات البرلمانية أولا، والنظام البرلماني هو الأنسب لمصر، حيث عانينا من ويلات النظام الرئاسي"، موضحا أن مصر لم تطلب من الجامعة العربية التدخل في أزمة سد النهضة الإثيوبي، مشيراً إلى أن الجامعة لديها مشروعا للتطوير، وهي بصدد إنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان في القمة المقبلة.