احتفل آلاف الأقباط بعيد «السيدة العذراء مريم» فى ديرها بجبل «درنكة» بأسيوط، مساء أمس، وسط تشديدات أمنية تزامناً مع استمرار توافد الزوار على الدير للمشاركة فى الاحتفالات. وكان المشهد الأبرز فى الاحتفالات هو «دورة الأيقونة» التى تقدمها نيافة الأنبا «يوأنس»، أسقف أسيوط، بدأت من كنيسة المغارة ثم طافت أرجاء الدير وسط ألحان وتسابيح شمامسة المطرانية، وبمشاركة أعداد هائلة من الأقباط، وأشار الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط وتوابعها، رئيس دير السيدة العذراء، إلى أن زوار الدير هذا العام من مختلف محافظات مصر ومختلف دول العالم، مؤكداً أن صلاة الأقباط من أجل السلام، وأن يعم الرخاء مصر الغالية، ويظل شعبها فى وحدة وتسامح. وزار محافظ أسيوط المهندس ياسر الدسوقى دير العذراء، لتقديم التهنئة لنيافة الأنبا يؤانس، رئيس الدير، كما هنأ الأنبا كيرلس ويليام، مطران الأقباط الكاثوليك بكنيسة «سيدة الانتقال» بذكرى رحلة العائلة المقدسة داخل الأراضى المصرية التى يحتفل بها أقباط مصر كل عام فى الفترة من 7 أغسطس وحتى 21 أغسطس، وأشاد المحافظ، خلال زيارته للدير برفقة عدد من القيادات الأمنية والشعبية والتنفيذية، بقوة وتماسك الشعب المصرى بمختلف طوائفه، مؤكداً دعمه الكامل لتنشيط السياحة، وخاصة محطات رحلة العائلة المقدسة التى حظيت محافظة أسيوط بمحطتين منها بدير السيدة العذراء بقرية درنكة ودير المحرق بالقوصية. وأكد «الدسوقى» دعم القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى لإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة، واستقبال السياح من مختلف أنحاء العالم، والترويج السياحى لها، بعد وضع مصر على خريطة السياحة العالمية، لافتاً إلى استكمال أعمال تطوير وصيانة جميع الطرق المؤدية إلى محطات رحلة العائلة المقدسة، وتوفير جميع الخدمات والإمكانيات اللازمة لها، موجهاً الشكر لنيافة الأنبا يؤانس مطران الأقباط الأرثوذكس بأسيوط وتوابعها، على استضافته الكريمة للقيادات التنفيذية والشعبية والأمنية فى الاحتفال، كما وجّه الشكر للجموع الغفيرة من المحتفلين. كنائس الإسكندرية تحتفل بسهرة ليلية لربط «العشية» بالقداس بالمدائح والتراتيل.. و«وكيل البطريركية»: «بنحب الصوم ده تحديداً وبننتظره من العام للعام» وأوضح مصدر كنسى أن هذا اليوم شهد تجلّى السيدة العذراء للتلاميذ القديسين، لأنهم صاموا 15 يوماً، لافتاً إلى أن رئيس الدير الأنبا يؤانس عقب انتهاء الدورة بدأ عظته وكانت عن فضيلة من فضائل السيدة العذراء، وهى «الإيمان» الذى هو من أجمل فضائلها، وأضاف أن العظة استمرت حتى التاسعة مساء، وطالب خلالها الأنبا يؤانس شعب الكنيسة بالامتناع عن شرب الماء لمدة ساعتين، ليتم شربه فى الحادية عشرة مساء على أن يكون الإفطار فى صباح الأربعاء، على «فول وطعمية وباذنجان». وقال عزت عبدالمسيح، من الأهالى، إنه اصطحب أسرته للدير وقطعوا أكثر من 2 كيلومتر سيراً على الأقدام بعد منع وصول السيارات للدير، مشيراً إلى أن التشديدات الأمنية أصبحت أمراً ضرورياً لحماية المصريين فى جميع الاحتفالات، وأضافت «مرسا كامل»، موظفة، أنها تحرص على زيارة الدير وحضور الاحتفال مهما لاقت من مشقة، لافتة إلى أنها تلتمس منه البركة، وأشادت بالضباط والجنود المشاركين فى تأمين الاحتفالات، فعلى الرغم من أن أكثرهم مسلمون فإنهم تركوا احتفالهم بعيد الأضحى لتأمين احتفالات أشقائهم الأقباط. وفى السياق، احتفلت الكنائس القبطية الأرثوذكسية بالإسكندرية بعيد السيدة العذراء مريم فى مختلف كنائس المحافظة، من خلال صلوات عشية العيد مساء أمس، والقداس الإلهى اليوم، فيما قامت بعض الكنائس بسهرة ليلية لربط العشية بالقداس من خلال المدائح والتراتيل، على غرار «سهرة» نيافة الأنبا يؤانس أسقف أسيوط بدير العذراء مريم بدرنكة. وتجلى العديد من مظاهر الاحتفالات بالكنائس فى «زفة العذراء» التى صاحبتها زغاريد النساء، وإلقاء الورود على موكب الزفة، وسير الأطفال فى الزفة رافعين الصلبان والورود والشموع. وشهدت كنائس الإسكندرية إقبالاً شديداً وفقاً لما صرح به القس «إبرام إيميل» وكيل البطريركية بالإسكندرية ل«الوطن»، قائلاً: «الأقباط بيحبوا الصوم ده تحديداً وينتظروه من العام للعام، والكنائس قامت بصلوات عشية العيد والقداس صباح يوم العيد وذلك بعد 15 يوماً من النهضات والصلوات الروحية المستمرة».
