قبل أسابيع قليلة، تحقق حلم الزملكاوية فى الحصول على بطولة باقتناص كأس مصر 2013؛ فبغضّ النظر عن ضعف اسم البطولة أو ضعف المنافسين الذين واجههم الزمالك فى البطولة التى بدأها الزمالك بعد استئنافها من دور ال16 بمواجهة طنطا واختتمها فى النهائى بالتتويج على حساب وادى دجلة، لكنها تبقى بطولة تنعش خزينة بطولات النادى التى أصابها الصدأ من قلة استخدامها منذ آخر بطولة قبل 5 سنوات لكأس مصر أيضا. لكن بطولة الكأس هنا كانت لها أهمية خاصة لدى المدير الفنى «المحظوظ» حلمى طولان، صاحب ال63 عاما، الذى تولى تدريب 13 ناديا منذ بداية عمله كمدرب عام 1979؛ حيث حقق أول بطولة له كمدير فنى، نعم هى حقيقة؛ ف«طولان» حقق بطولات كمدرب مساعد فى الزمالك أيضا مع أوتوفيستر من عام 2000 وحتى 2002، لكنه عندما عمل بمفرده فى أندية أخرى لم يفُز بأى لقب، وإذا ظل يعمل فى كل أندية الدورى فى رأيى لم يكن ليحقق أول بطولة فى تاريخه كمدير فنى. الغريب أن «طولان» يفرض حاليا شروطه على الزمالك، ويرفض تخفيض قيمة عقده البالغ 120 ألف جنيه شهريا دون ضرائب، متجاهلا الإنجاز الذى حققه له الزمالك وصنع له اسما فى البداية كلاعب رغم أنه لم يحقق معه أى بطولة، وعاد ليصنع اسمه كمدرب عام 2000 ببطولاته مع المدرب الألمانى كمساعد، وعاد ليكافئه مجددا بتتويجه ببطولة كأس مصر كمدير فنى. شخصيا، لم أكن أتوقع ذلك من «طولان»، الذى يتغنى دائما بأنه تولى المهمة فى ظروف صعبة وتناسى أن «فييرا»، البرتغالى، كان يتولى المهمة فى ظروف أصعب، وحسام حسن الذى لعب طيلة عمره إلا سنوات قليلة فى النادى الأهلى كان يتولى المهمة فى ظروف أصعب وأصعب. وأرى أن الخطأ من البداية كان لمجلس إدارة النادى السابق، برئاسة ممدوح عباس، الذى أهدر الفرصة على أسامة نبيه، المدرب العام مع البرتغالى فييرا، بأن يقود الفريق فى هذه البطولة السهلة ويضرب عصفورين بحجر واحد للاستفادة من قلة المقابل المادى ل«نبيه» الذى يتقاضى 25 ألف جنيه شهريا فقط، فضلا عن هدف أسمى هو صناعة مدرب جديد للنادى يستطيع أن يقود السفينة البيضاء مستقبلا. «طولان» الذى يرفض تقليص عقده حاليا ولا يعرف مرتب محمد يوسف، المدير الفنى للأهلى، الذى فاز ببطولة أفريقيا ولقن «طولان» نفسه درسا قاسيا فى مباراة الفريقين بالبطولة الأفريقية عندما فاز عليه بأربعة أهداف، وقف أمامها «طولان» عاجزا وسط هجوم جماهير الزمالك عليه؛ ف«يوسف» يحصل على 90 ألف جنيه فقط من النادى الأهلى رغم حصوله على بطولة أهَّلت النادى الأحمر إلى كأس العالم للأندية، ووصلت جوائزها بعد الفوز بالبطولة إلى مليونى دولار، فى حين أن «طولان» حصل على كأس مصر التى وصفها أيمن يونس عضو المجلس الأبيض بأنها «كأس السلطنية» لعدم وجود أى مكافآت من اتحاد الكرة على الفوز بها. الغريب أن «طولان» يعتقد أن جماهير الزمالك تحبه، وهى التى تتهكم كل دقيقة على فشله فى إدارة المباريات، ونفس الأمر بالنسبة للاعبى فريقه الذين قال أحدهم لى بالحرف الواحد: «طولان بياخد أكتر من 100 ألف جنيه عشان يخلينا نجرى بس.. الله يرحم أيام فييرا كان مدير فنى بمعنى فنى». فى رأيى أن «طولان» حاليا إن لم يوافق على المبلغ المعروض من إدارة الزمالك -80 ألف جنيه- فعليه الرحيل فورا غير مأسوف عليه من جماهير الزمالك التى ما زالت حتى الآن تبكى على «فييرا» وحسام حسن.