سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وداع «الشماعة» للرقيب عمرو محمد: «هما ليه بس الغلابة اللى بيدفعوا التمن؟» جارته: «الكبار مش هيحسوا باللى إحنا فيه إلا لما حد فيهم ابنه يموت».. وصديقه يطالب بتسليح صف الضباط
كانت عزبة الشماعة بكفر الحما، التابعة لمركز أشمون بالمنوفية، على موعد جديد مع الحزن، حيث شيعت مساء أمس الأول، جنازة الرقيب عمرو حمدى محمد بدر، 27 سنة، الذى استشهد فى الحادث الإرهابى الذى استهدف حافلة لنقل الجنود فى سيناء، وأسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 40 مجندا، وكانت القرية قد شيعت، منذ أسابيع قليلة، المجند معوض حسن معوض النساج، الذى استشهد فى مذبحة رفح الثانية، ولا يفصل بين منزلى ضحيتى الإرهاب سوى أمتار قليلة، وطالب المشيعون الذين رددوا هتافات غاضبة بحق جماعة الإخوان، الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، بالقصاص لضحايا الإرهاب الغادر، ومطاردة الإرهابيين، وتطهير البلاد منهم. لم تحتمل الحاجة نعمة حسين، والدة الشهيد، مشهد تشييع جثمان ابنها، ودخلت فى نوبة بكاء، ثم أغمى عليها، فيما أوضح ابن عم الشهيد «محمود مبروك»، أن «عمرو» كان متزوجا، ولديه طفلة تدعى سما، عمرها عامان، والتحق بالقوات المسلحة عقب حصوله على دبلوم التجارة منذ 5 سنوات، ليقضى الخدمة فى سيناء وينال الشهادة فوق ترابها، مضيفا: عمرو هو الابن الثالث ضمن أشقائه الثمانية، وكان طيبا وحسن السمعة، بارا بأهله، وتابع: عمرو كان ينتظر الشهادة فى أى وقت بسبب الأوضاع الأمنية السيئة فى سيناء، مشيراً إلى أنه فى آخر لقاء جمعه معه، أكد له أن الأوضاع فى سيناء مفزعة، وأنه يتوقع الشهادة فى أى لحظة. وقالت «عائشة»، إحدى جيران الشهيد: «الغلابة بس هما اللى بيدفعوا التمن والكبار قاعدين على كراسيهم، ولو واحد فيهم ابنه مات هيحس بالنار اللى إحنا فيها،»، وتابعت: «لسة نار البلد مبردتش بفراق «معوض» اللى مات غدر قبل ما يفرح ببنته.. حسبنا الله ونعم الوكيل»، فيما طالب «محمد»، أحد زملاء الشهيد، بضرورة تسليح صف الضباط ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم فى حال تعرضهم لأى هجوم مسلح، متسائلا: لماذا يُسمح للضابط بحمل السلاح فى الوقت الذى يحرم فيه من هذا الحق صف الضابط، فى ظل الأوضاع الصعبة التى تمر بها البلاد حاليا؟