يتصفح مواقع الإنترنت كعادته بعد الإفطار، استوقفه خبر وفاة المجندين المصريين على الحدود المصرية الإسرائيلية وأصابه بالذعر، على الرغم من أنه تعود على مشاهد الجثث والقتلى فإن هذه المرة كان الأمر مختلفا، "هتبأه كارثة لو دول ماتوا على أيدي فلسطينين زي ما بيقولو". زهير مصطفى .. مواطن فلسطيني، يعيش في غزة ويعمل بالصحافة، صحيح أنه ليس قادرا على التوصل للجهة المسؤولة عن أحداث رفح، لكنه لا يتمنى أبدا أن تكون حركات جهادية فلسطينية "لأن ده بيخلي المصريين تكره الفلسطينيين" فهو يتمنى أن يكون المصريون حريصون على التفرقة بين الجهاديين وبقية الفلسطينيين "مش كلنا زي بعض"، فقد لاحظ زهير أثناء تصفحه لمواقع الانترنت أن بعض المصريين أصبحوا يسبون الفلسطينيين ويكرهونهم "ودي حاجة أول مرة أشوفها في حياتي"، أما عن الاتهامات الموجهة لإسرائيل وتسببها في الأحداث فزهير لا يجزم على اتهام أحد لكنه متأكد أن إسرائيل هي "المستفيد الأكبر" من هذه الواقعة. ذكاء إسرائيل يثير حافظة زهير طوال الوقت "لو قعدت أفكر طول عمري هم بيفكروا إزاي مش هعرف"، ففتح معبر كرم أبو سالم بعد غلق معبر رفح كان أكبر دليل على ذكاء إسرائيل، من وجهة نظر زهير، فهي "تلعب على الناحيتين" حسب تعبيره، تعرب عن استيائها من الأحداث لتظهر بجانب المصريين وتفتح المعبر استرضاء للفلسطينيين. "ياريت" .. كان تعقيبه الوحيد على الدعوات المصرية بطرد السفير الإسرائيلي من مصر. صحيح أن غلق معبر رفح هو أمر طبيعي ومنطقي لحماية مصر من وجهة نظر زهير، لكن هذا قد يؤثر على صحة زوجته التي قد نويت السفر إلى مصر في رحلة علاجية "وفي ناس تانية كتير الموضوع ده هيسببلهم أزمة كبيرة"، لكن زهير يعذر الرئيس محمد مرسي في هذا، لأنه يرى أن مهمة مرسي الأولى هي حل مشكلات المصريين وليس حماية غزة، لكن مع كل هذا فآمال الفلسطينيين تتعلق كثيرا بوعود مرسي بالعمل على حل القضية الفلسطينية "لكن عمرنا مهنكون مبسوطين لو قطع عن المصريين الكهرباء عشان ينورلنا، يحل مشكلات مصر الأول".