أهالي سيناء: غارات الأمن أصابت بيوتنا بالصواريخ وفشلت في العثور على المجرمين

"طائرات حربية تحلق فى السماء.. رتل مدرعات للجيش والشرطة يستقلها مقاتلون مجهزون بالأسلحة الحديثة.. اشتباكات عنيفة ودوى انفجارات..
تحولت المنطقة الواقعة جنوب الشيخ زويد إلى ساحة حرب مع الإرهابيين الذين نفذوا مذبحة رفح، فالطائرات الحربية تحلق في السماء، ومدرعات الجيش والشرطة تجوب المنطقة.
"أدت الغارة إلى مقتل 20 مستهدفاً بعد قصفهم بالطائرات الحربية"، هذه الكلمات التى ترددت بين أهالى سيناء فجر اليوم تعليقاً على عمليات الجيش لملاحقة المجرمين.
فى قرية الثومة التى بدأت منها الحملة رحلتها فى عرض الصحراء بالمناطق النائية جنوب الشيخ زويد الواقعة شرق العريش بنحو 35 كيلو متراً، رصدت "الوطن" تحركات الجيش والشرطة حسب شهون عيان.
الحملة تحركت فى ساعات متأخرة من مساء أمس فى اتجاه قرية الشلاق الواقعة على بعد 30 كيلو متراً من العريش، ومنها سلكت طريقاً إلى قرية الثومة الواقعة بطول 8 كيلو مترات، وبعدها تحركت باتجاه الشرق بنحو 5 كيلو مترات لتصل إلى قرية البريصات، لتتابع الحملة طريقها عبر مسلك أسفلتى ضيق متعرج بطول 5 كيلو مترات لتصل إلى قرية الفيتات، ثم توثقت عند مسجد صغير يبدو عليه أنه مهجور لتستكمل بعدها تحركها فى اتجاه الجورة ليسمع الأهالى بعدها إطلاق نار ودوى انفجار إثر إطلاق الطائرة قذيفتين على سيارتين من طراز تيوتا كروز كانتا تسيران بسرعة فى المنطقة.
وقال أهالى المنطقة، إنهم شهدوا سيارتين من طراز تيوتا كروز وتيوتا تايلندى قد تحركتان بسرعة فى المنطقة قبل إطلاق الطائرة قذيفتين ليتم انتشار خبر بين الأهالى بإصابة هاتين السيارتين قبل أن يؤكد أحد الشهود رؤيته هروب السيارتين دون إصابتهما.
وأضاف حسن أبو سليم، من قرية الثومة، "شاهدنا فجأة تحرك أكثر من 10 مدرعات فى منطقتنا، وتحليق طائرتين هيلوكوبتر فى السماء فوقهما، فامتلأت قلوبهم فى البداية خوفاً لانتشار شائعات بنية الطائرات قصف المنطقة"، فقام الأهالى على الفور بإطفاء النار الموقدة فى المنزل والأنوار خوفاً من تحديد مكانهم من الطائرة.
وتابع مواطن آخر، رفض ذكر اسمه، من قرية البريصات، "توقعنا أن تقوم الحملة باعتقال بعض من المنتمين إلى الفكر السلفى، إلا أن الحملة توقفت بعض الوقت بالقرب من أحد المنازل، ومن ثم تحركت إلى الأمام.
وأكد شهود عيان توقف الحملة بالقرب من مسجد يقع فى منطقة تتوسط قرية بريصات والفيتات لأكثر من ربع ساعة قبل أن تتحرك إلى الأمام، ليسمع الأهالى بعدها إطلاق النار وصوت دوى انفجارين إثر إطلاق الطائرة صاروخين مزامنة مع أذان الفجر، على حد قولهم، ليشاهدوا انفجاراً أضاء المكان، فتوقع الأهالى تفجير سيارة، وانتشر هذا الخبر بينهم ليفاجأوا فى الصباح خلوا المكان من أى سيارات محترقة.
ومن جهة أخرى، استنجد مواطن يدعى محمد عقيل مضعان من سكى حى الدعيسى فى الجورة جنوب الشيخ زويد، بالرئيس مرسى لقيام الطائرات الحربية بقصف منزله عشوائياً فجر أمس، وقال عقيل، إنه فوجئ فجر اليوم بقصف الطائرات منزله، مما أدى إلى كسر الجدار المحيط بمنزله ومقتل كلبه، على حد قوله.
وبصوت مليئ بالألم، قال عقيل "الطيران قصف بيتى البسيط بعشوائية ومعندناش مجرمين ولا مسلحين، إذا كان بيضرب بعشوائية فلازم يتحاكم وآخد حقى، وإذا كنت مدان أنا مستعد أذهب للقانون بنفسى"، مؤكداً أن الحملة فشلت فى العثور على أى شخص فى المنطقة أو قتله بعكس ما يذاع فى وسائل الإعلام، على حد قوله، مشيراً إلى استهداف الطائرات لسيارة أحد جيرانه وتحطمها دون ذنب.