لقاءٌ مرتقب بين وزيري الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، والتركي مولود تشاوش أوغلو، تشهده سنغافورة خلال ساعات، وذلك بعد يومٍ من فرض واشنطن عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيين سليمان سويلو وعبدالحميد غول متهمة إياهما بأداء دور رئيسي في توقيف واعتقال القس برانسون، المحتجز في تركيا منذ 21 شهرًا على خلفية اتهامات تتعلق بالتجسس والإرهاب. وينعقد اللقاء على هامش الاجتماع ال51 لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" المنعقد بسنغافورة من 1 إلى 4 أغسطس الجاري، وتكثفت المباحثات الهاتفية بين الوزيرين خلال الآونة الأخيرة بشأن قضايا متعددة، في مقدمتها التطورات في سوريا، وتسليم زعيم منظمة فتح الله كولن "الإرهابية"، وتسليم مقاتلات "إف 35" إلى تركيا، وقضية القس الأمريكي أندرو برانسون. لقاء وزيري الخارجية الأمريكي والتركي في سنغافورة ليس له تأثير على مسار العقوبات الأمريكية على تركيا، حسب تأكيد الدكتور محمد حامد، الباحث المتخصص في الشأن التركي، موضحًا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستمر في ملف العقوبات حتى النهاية. وأضاف حامد ل"الوطن" أنه حتى بالإفراج عن القس الأمريكي ستستمر عقوبات دونالد ترامب على نظام رجب طيب أردوغان، نظرًا للشعبية الكبيرة للقس، والتي يحتاجها ترامب وحزبه الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر المقبل. ترامب تعمد فرض عقوبات على الوزيرين التركيين قبل انعقاد اللقاء المعروف موعده سلفًا، من أجل إيصال رسالة أنه يتعامل مع تركيا من موقف قوة وسيطرة، حسبما يرى المتخصص في الشأن التركي، مشيرًا إلى دلالة العقوبة في هذا التوقيت بالتحديد قبل اللقاء، والتي تعني أن أمريكا لن تتوقف. العقوبات الأمريكية ربما تتخطى وزيري العدل والداخلية التركيين، كما يرى حامد، بل من المحتمل أن تصل إلى أشخاص في عائلة الرئيس التركي مثل صهره وزير المالية، ورجال أعمال مقربين منه، مرجحًا كذلك أن تصل إلى أردوغان نفسه. ترامب يضغط على القيادة التركية من أجل مصلحته، حسب خبير الشأن التركي، مردفًا أن الرئيس الأمريكي يضغط على أردوغان من أجل الإفراج عن القس الأمريكي حاليًا، من أجل استغلال ذلك في الانتخابات المقبلة، كما أن تركيا لا تمتلك أي وسائل ضغط مقابل على أمريكا يمكنها التسويف والتفاوض عن طريقها. تركيا في حاجة لأمريكا من أجل طائرات F 35، وفقًا لكرم سعيد، الباحث في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، مشيرًا إلى أن اجتماع وزيري الخارجية في البلدين بعد ساعات من فرض عقوبات على الوزيرين دلالة على الرغبة في التقارب من تجاه تركيا. وأردف كرم في تصريحات ل"الوطن" أن تركيا بالفعل تقدم التنازلات، كخطوة السجن المشروط للقس الأمريكي، متوقعًا أن تُفرج عنه بشكلٍ كامل الفترة المقبلة حتى توقف العقوبات الأمريكية.