انتشر عناصر الجيش والشرطة بزيمبابوي، في شوارع هراري فيما يجري ترقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية مساء اليوم، بعد سقوط ستة قتلى أمس، خلال تصدي قوات الأمن لتظاهرات للمعارضة وسط مزاعم بحصول تزوير. وأعلن المتحدث باسم مفوضية الانتخابات كوباني مويو لفرانس برس "سيبدأ الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية في العاشرة مساء (20:00 توقيت جرينتش)، نأمل أن تعلن النتائج كافة اليوم". كان يؤمل من انتخابات الاثنين وهي الأولى منذ الإطاحة بالرئيس السابق روبرت موجابي أن تفتح صفحة جديدة في تاريخ البلاد بعد سنوات من القمع. ولكن تبعت اتهامات بالتزوير خروج تظاهرات للمعارضة الأربعاء واجهها الجنود بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين. وقال المتحدث باسم الشرطة تشاريتي تشارامبا للصحافيين الخميس ان عدد القتلى ارتفع الى ستة بعد وفاة متظاهرين متأثرين بجروحهم. واتهمت الحكومة "حركة التغيير الديموقراطي" المعارضة بالتحريض على اعمال العنف وتوعدت بتشديد التدابير الامنية. ولكن الرئيس ايمرسون منانغاغوا قال إنه يؤيد إجراء تحقيق مستقل في مقتل المتظاهرين وأنه يسعى لحل الخلافات "بشكل سلمي". وانتقد مراقبو الكومنولث في بيان الخميس السلطات لاستخدامها "المفرط" للقوة. وعبرت الاممالمتحدةوبريطانيا، القوة الاستعمارية السابقة، عن القلق إزاء أعمال العنف وحضتا على "ضبط النفس". والخميس انتشر عناصر من الجيش امام مقر الاتحاد الوطني الإفريقي لزيمبابوي-الجبهة الوطنية (زانو-الجبهة الوطنية)، فيما جالت مدرعات نقل الجنود والشاحنات المزودة بخراطيم مياه وعربات شرطة مكافحة الشغب في شوارع هراري، وتوقفت لفترة قصيرة أمام مقر الحزب المعارض. وكان الوضع هادئا صباحا في وسط هراري حيث قتل المتظاهرون. وقال عامل رفض اعطاء اسمه "لم أكن أكيدا ما اذا كان الوضع آمنا للمجيء الى العمل. تشاورنا مع بعضنا حول ذلك". وفي اماكن أخرى كانت المحلات مفتوحة، فيما تشكلت طوابير من الناس امام المصارف، في مشهد مألوف في زيمبابوي التي تفتقر للسيولة بشكل كبير. وفي مؤتمر صحافي ليل الاربعاء قالت وزير الداخلية اوبير مبوفو أنه لن يتم السماح بتنظيم تظاهرات أخرى. وقال إن "المعارضة ... ربما فسرت تفهّمنا على أنه ضعف، وأعتقد أنهم يمتحنون عزمنا وأعتقد بأنهم يرتكبون خطأ كبيرا". وقالت حركة التغيير الديموقراطي إن الجيش فتح النار "من دون سبب واضح" مما أسفر عن مقتل مدنيين عزّل. وتنافس في السباق الرئاسي منانغاغوا البالغ من العمر 75 عاما والحليف السابق للرئيس روبرت موغابي في حزب زانو-الجبهة الوطنية، ضد زعيم المعارضة نلسون شاميسا من حركة التغيير الديموقراطي وعمره 40 عاماً. ووعد منانغاوا بانتخابات حرة ونزيهة بعد وصوله الى السلطة بمساعدة الجيش اثر ارغام موغابي على الاستقالة. - اتهامات بالتزوير -والاربعاء، نشرت اللجنة الانتخابية نتائج جزئية للانتخابات التشريعية التي أجريت الإثنين كذلك. ومن أصل 210 مقاعد أظهرت النتائج فوز الحزب الحاكم ب144 مقعداً مقابل 61 لحركة التغيير الديموقراطي. لكن الحزب المعارض اتهم اللجنة الانتخابية بتزوير النتائج. وكان الهدف من الانتخابات طي صفحة سنوات من انتخابات طالما شهدت أعمال عنف وقمع وحشي للمعارضة بعد سقوط نظام موغابي الذي استمر 37 عاما في انقلاب عسكري. لكن الاجواء سرعان ما انقلبت بعد أن نزل مؤيدو حركة التغيير الديموقراطي الغاضبين الى الشوارع للاحتجاج مطلقين هتافات منددة بالحكومة ومشعلين الإطارات في الشوارع. وكان الهدف أيضا من اجراء انتخابات تتمتع بصدقية وسلمية، إنهاء عزلة دولية وجذب الاستثمارات الاجنبية لإنعاش الاقتصاد المتدهور. وندد مراقبو الاتحاد الاوروبي ب"انعدام المساواة في الفرص" بين المرشحين وب"ترهيب ناخبين". ودعوا إلى الشفافية خلال الإعلان عن النتائج. وقال كبير المراقبين الأوروبيين ايلمار بروك لوكالة فرانس برس "في حالات عدة -- التحضير والتمويل والاعلام وعسى ليس في الفرز -- كان الوضع مفيدا للحزب الحاكم". - تاريخ من أعمال العنف -دعت بريطانيا إلى "الهدوء وضبط النفس" وحضت "القادة السياسيين على تحمل المسؤولية ... في هذه اللحظة الحاسمة" فيما قالت منظمة العفو الدولية إنه "يجب ضمان حق الناس في التظاهر". وكثيرا ما شهدت الانتخابات اثناء حكم موغابي اعمال عنف دامية وعمليات تزوير. وقال شاميسا أن ثمة تلاعبا في النتائج. وكتب على تويتر قبل نشر الجيش "فزنا بهذه الانتخابات سويا، وأي تلاعب بالنتائج لن يغيّر إرادتكم". وصرحت رئيسة اللجنة بريسيلا شيغومبا للصحافيين في العاصمة "نحن نعمل بشكل متواصل". ونفت شيغومبا، وهي قاضية في المحكمة العليا، مزاعم التحيز واتهامات التزوير. ولطالما اتُهم الحزب الحاكم وسلطات الانتخابات بمحاولة استخدام السجل الانتخابي الذي يعاني من ثغرات والتلاعب ببطاقات الاقتراع لسرقة الانتخابات. وسيواجه الفائز في الانتخابات مشاكل عديدة من بينها أزمة البطالة المستشرية والاقتصاد الذي لا يزال يعاني من حقبة السيطرة على مزارع البيض اثناء حكم موغابي، وانهيار قطاع الزراعة، والتضخم المفرط، وهروب الاستثمارات. ويتهم منانغاوا بالضلوع في العنف والتخويف خلال انتخابات 2008 عندما انسحب زعيم المعارضة مورغان تشانجيراي من الدورة الثانية بعد هجمات ادت الى مقتل 200 من انصاره على الاقل.