استقبل أهالي قرية سلمنت التابعة لمركز بلبيس شهيدها الذي لقي حتفه في حادث رفح بسيناء، اليوم الثلاثاء، بالصراخ والعويل؛ حزنًا على فقيدهم، غير أن بعض السيدات رأوا في الأمر جانبه المشرق، وهو أن الفقيد مات شهيدا، فأطلقوا الزغاريد، لما أعده الله من الشهداء من المنزلة في الجنة. انتظر الأهالي، وصول جثمان محمد أحمد مهدي محمد إبراهيم "20 عاما"، فيما لم يحتمل البعض عذاب الانتظار، فذهب بنفسه إلى القاهرة، كي يرافق الجثمان بعد انتهاء الجنازة العسكرية في القاهرة. تقول والدة الشهيد، الحاجة سميرة محمد محمد "50 عامًا":"إن محمد هو الابن الأصغر لها وله أخ أكبر منه وثلاث شقيقات، وكان محمد مصدر إدخال الفرحة والسرور على العائلة دائما ولم يتسبب في حدوث أية مشاكل تذكر، واحتسبته شهيدا عند الله قائلة:"ابني عريس دخل الجنة وحسبى الله ونعم الوكيل فيمن قتله هو وزملاءه". من جانبها، قالت منى "شقيقتة":"إنها تلقت آخر مكالمة هاتفية من شقيقها منذ أسبوع، وأخبرها فيه أنه تعلم فنون إطلاق النيران وكان من بين العشرة الأوائل في ذلك. وأن مكافأة هذا الأمر هو الحصول على 50 جنيها، أو الحصول على يومين إجازة، فاختار الأخيرة، حتى يتم ضم اليومين إلى أيام جازتة السبع حتى يتسنى له مقابلة عمه، العائد من أداء فريضة العمرة. وأشارت إلى أنه كان من المفترض أن تبدأ الإجازة غدًا، إلا أن يد الغدر طالتة وجلعته يفارق أهله الذي يمثل لهم أغلى ما فى حياتهم. وفي قرية المحمدية، بمنيا القمح، قال والد الشهيد محمد رضا عبد الفتاح:"إن نجله هو الشقيق الأكبر لإخوته وكان يمثل سندة في الدنيا، وظل يردد كلاما غير مفهوم، مشيرا إلى أنه كان يعلم أن نجله سيعود له ميتا". وحمل المشير والمجلس العسكري مسؤلية ما حدث لأنهم انشغلوا بالسياسة في الداخل وتركوا تأمين الحدود الخارجية. وفى قرية منشأة أبو عمر بالحسينية، قالت والدة الشهيد ثروت سليمان رمضان، إن ثروت، الشقيق الأوسط لإخوتة الخمس، لافتة إلى أن آخر مكالمة له معهم، كانت منذ 4 أيام وكانت اخر كلمة قالها لها هي ( ادعيلي يا أمي).