شواطئ وصفت بأنها مقبرة للمصطافين، دائماً ما تتكرر بها حوادث الغرق والموت، فعلى الرغم من حالة التأهب والاستعداد التى تشهدها الشواطئ المختلفة استعداداً لموسم الصيف وخاصة خلال شهرى يوليو وأغسطس من كل عام، ومحاولة إداراتها توفير العدد المناسب من منقذى الشواطئ وأبراج الإنقاذ واللانشات وأدوات الإسعافات الأولية اللازمة لانتشال الغارقين وإنقاذهم، إلا أن المأساة تتكرر كل عام فى بعض الشواطئ أشهرها منطقة اللسان بمدينة رأس البر بمحافظة دمياط وشواطئ النخيل بالعجمى وبعض شواطئ العين السخنة بالبحر الأحمر. سامى أنور، من الإسكندرية، فقد شقيقيه الأكبر والأصغر بمنطقة العجمى، لعنة الدوامات أصابت عائلته مرتين، الأولى عام 1997 ليفقد بها شقيقه «مصطفى»، والثانية عام 2014 لتتكرر المأساة وتطال شقيقه «خالد»: «كرهت البحر.. أنا مابقتش أروح أصيف من ساعتها.. البحر بالنسبة لنا بياخد أعز حد فى العيلة.. بقيت باتشائم منه». «سامى» فقد شقيقيه فى حادثى غرق بالعجمى و«رأس البر» تستعين بشركة لتوفير «رجال إنقاذ» أكثر ما يثير غضب واستياء «سامى» هو حالة الإهمال الموجودة بالخدمات التى تقدمها الشواطئ: «مافيش منقذين بيدخلوا البحر أول ما يعرفوا إن فيه دوامة»، حيث إن شقيقيه فى الحالتين تم إنقاذهما بواسطة الأهالى الموجودين على الشواطئ: «أخويا الصغير لما غرق كان معاه أولاده الصغيرين رماهم بره المايه عشان يحميهم وهو مات.. الأهالى نقلوه لمستشفى مبرة العصافرة عشان يحيوا أى أمل داخل مراته وعياله»، معيشته فى محافظة الإسكندرية تجعل البحر يطارده فى كل مكان يذهب إليه: «أولادى هما السبب الوحيد اللى بيجبرنى أروح للشط بس عمرى ما بروح العجمى بانزل فى شواطئ عبارة عن ميناء قديم فى إسكندرية بحسه أمان جداً لأولادى». تاريخ 9 يوليو 2018 يحمل ذكرى سيئة لا تمحى من ذهنه على الإطلاق، فقدان صديقه المقرب بسبب حادث غرق يعد أمراً مؤلماً بالنسبة له، سامح محمد، 21 سنه، رافق صديقه للذهاب إلى مدينة مارينا بالساحل الشمالى للبحث عن فرصة عمل خلال فصل الصيف، ولكن الموت غرقاً بالبحر كان أسرع من أن يحقق صديقه حلمه: «كنا مسافرين شغل نزلنا نعوم فى مرسى، صاحبى غرق وماعرفناش ننقذه وماكانش فيه أى منقذين أو حد يساعدنا». حالة من الصدمة يعيش بها «سامح» منذ اليوم الأول للحادث: «إحنا لسه طلبة لو كان فى حد موجود ينقذه كان فرق كتير، إحنا أما طلعناه وديناه المستشفى وهناك مات». تجهيزات مختلفة أعدها مجلس مدينة رأس البر برئاسة وليد الشهاوى، نائب رئيس مجلس المدينة، للاستعداد للموسم الصيفى وحالات الازدحام الشديد التى تتعرض لها المدينة، حيث تشهد الشواطئ خلال أشهر الذروة نحو مليون مصطاف وهو ما يتطلب حالة من التركيز العالى من جانب رجال الإنقاذ على الشواطئ: «بدأنا فى الاستعداد للموسم بداية من شم النسيم من حيث أعمال تسوية الرمال وصيانة المعدات الخاصة بالإنقاذ وخط الحماية من الداخل والمواسير داخل المياه». وبحسب «وليد» فإنه قام بصيانة 33 برج إنقاذ بمختلف شواطئ المدينة حيث يقف 3 منقذين على كل شاطئ: «إحنا اتعاقدنا مع شركة لتوريد رجال للإنقاذ وجابت لينا 100 منقذ هيساعدونا خلال فترات الذروة فى الموسم». حيث يجهز الشاطئ الواحد فى المدينة ب2 موتوسيكل مائى، وبحسب وليد فإنه قد حدثت حالتا غرق حتى الآن: «معظم حالات الغرق اللى بتحصل بتكون فى أوقات الفجر ودى خارج مواعيد العمل الخاصة بينا». على الرغم من التدريب المستمر للمنقذين وتأهيلهم فنياً على أعلى مستوى، بحسب ما ذكره هشام ربيع، رئيس هيئة اختبارات الإنقاذ فى مصر، حيث إن المنظومة تعد فنياً ما يقرب من 700 منقذ كل شهر، ولكن تحدث بعض حالات غرق على بعض الشواطئ: «ساعات كتير مش بيكون المنقذ هو المتسبب الوحيد فى حالات الغرق، المصريين بيكون مرفوع الراية السوداء وهما برضو بينزلوا ويعندوا»، وبحسب «هشام» فإنه فى حالة ثبوت أن المنقذ هو المتسبب الرئيسى فى حادث الغرق فإنه يتم إحالته للتحقيق: «لو جه ورق رسمى بيفيد إن المنقذ هو السبب فى الغرق بسبب تقصيره فى العمل.. وأنه قاعد نايم بيتم فصله من العمل ووقفه».