حددت مشيخة الأزهر عددا من الآداب التي ينبغي أن يلتزم بها الحاج عند القيام بمناسك حج بيت الله الحرام. وقالت المشيخة عبر صفحة مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية، إن من الآداب التي ينبغي على الحاج مراعاتها قبل الذهاب للحج، إعداد نفقة الحج من الطَّيِّب الحلال، قال تعالى: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ"، حيث أمر الله تعالى المؤمنين بالإنفاق من أطيب المال وأَجوَده وأَنفَسه، وقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا". وأضافت أنه من آداب الحج إخلاص العمل لله تعالى، فيجب على من يريد الحج أن يخلص نِيَّته لله عز وجل، فلا يريد سمعةً ولا رياءً، وأن يكون مبتغيًا الثوابَ من الله تعالى وحده، قال تعالى "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، ويقول عز وجل: "وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ"، وقال أيضًا: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ". وتابعت أن التوبة ورد المظالم إلى أهلها فيجب على المسلم أن يبادرَ بالتوبة النصوح، وإذا كان بينه وبين أحد مظلمةٌ فليتحلل منها،فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ؛ إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ". وأوضحت أنه على الحاج أن يتوب قبلَ الذهاب إلى الحج مِن كل الذنوب والآثام، كبيرِها وصغيرِها، جليلِها وحقيرِها، وعليه أن يؤدِّيَ الحقوقَ التي عليه بالتمَّام والكمال، وبخاصة تلك الحقوق المتعلقة بالخَلق؛ لأن حقوق العباد مبنيةٌ على المخاصمة، بينما حقوق الله تعالى مبنيةٌ على المسامحة، وليقلع عن الذنوب، والأهمُّ مِن هذا أن يَعقِد العزمَ على ألَّا يعودَ إليها أبدًا.