ضجة وجدل على مواقع التواصل الاجتماعي ظهرت بمجرد انتشار صورة يظهر فيها شارع أثري "مسفلت"، ويصحبه تعليق يوضح أن الصورة لشارع المعز، وبعد استيضاح الأمر وجد أن الصورة ترجع لشارع باب الوزير في منطقة الدرب الأحمر الأثرية. ويعد شارع باب الوزير، متحفا مفتوحا للعمارة الإسلامية حيث يحتوي على عدد كبير من الآثار الإسلامية من مختلف العصور وبالأخص المملوكي والعثماني منها، كما يرتبط اسم الشارع بباب الوزير الذي بناه صلاح الدين الأيوبي في سور القاهرة الشرقي بين الباب المحروق وقلعة الجبل، والتسمية هنا تنسب إلى الوزير نجم الدين محمود وزير السلطان سيف الدين أبو بكر ابن الناصر محمد بن قلاوون، مثلما ينسب إليه أيضا قرافة باب الوزير، وينقسم إلى ثلاثة أجزاء مهمة وهم سكة المحجر، وباب الوزير، والتبانة يوجد بشارع باب الوزير عدد مهم من الآثار الإسلامية. ويرى الدكتور جمال عبد الرحيم أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية، أن لا فرق بين شارع المعز وشارع باب الوزير إلا أن شارع المعز له أفضلية لأنه يشق القاهرة الفاطمية وهو شارع رئيسي ويطلق عليه "القصبة العظمي" وكان شارعا خاصا في أيام الحكم الفاطمي في مصر قرابة قرنين من الزمان. وأكد عبد الرحيم في تصريحات ل"الوطن"، أن قيمة الشارع الأثرية لا تقل أهمية عن شارع المعز بخاصة بعد العصر الفاطمي لا سيما في الفترة الأيوبية والمملوكية وبه العديد من الآثار المملوكية المهمة منها "جامع الأزرق آق سنقر الناصري، ومدرسة وجامع الأمير خاير بيك، ومدرسة وجامع خوند بركة خوند أم السلطان الأشرف شعبان، وجامع الأمر الطنبغا المارداني، وجامع أحمد المهمندا ثم مدرسة الأمير قجماس الإسحاقي المعروف حاليا بجامع أبو حريبة المرسومة على الخمسين جنيه. ومن جانبه أوضح سامح الزهار، أن شارع باب الوزير هو كأي شارع يرصف باستخدام الأسفلت مرة كل عدة أشهر من خلال الإدارة المحلية، كما أنه شارع مفتوح مستخدم في الحياة اليومية به عدد كبير من الورش الحرفية والمحال التجارية، وليس شارعا مغلقا قاصرًا على الخدمات السياحية والأعمال التجارية والحرفية التي تخدم المنطقة الأثرية سياحا فقط. وأكد الزهار في تصريحات ل"الوطن"، أن شارع المعز أرضيته من "بلاطات" قديمة، وهذا نظرا لأنه شارع مغلق كمتحف للآثار الإسلامية، أما "سفلتة" شارع باب الوزير، أمر طبيعي نظرا لأنه يعد شارعا حيويا غير مغلق كما أرجع هذه الضجة لما يسمى ب"لعنة التريند". ويمتد شارع المعز من باب القتوح شمالاً حتى باب زويلة جنوبا مرتبطا بشارع الخيامية ثم شارع المغربلين كامتداد له ناحية الجنوب وشارع باب النصر وامتداده بشارع الجمالية الموازيان له من ناحية الشرق. ويتقاطع شارع المعز عرضيا مع شارع جوهر القائد وشارع الأزهر. وناشد الزهار، مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، عبر صفحته الخاصة على "فيس بوك" بتوخي الحذر عند نشر أخبار مغلوطة تؤثر سلبا على وجه مصر الثقافي، كما أنه دعا الحكومة متمثلة في وزارة الآثار والثقافة والسياحة والأوقاف بالإضافة إلى محافظة القاهرة بتطوير منطقة الدرب الأحمر بصفة عامة وباب الوزير بصفة خاصة ليكون متحفا مفتوحا ومصدرا للجذب السياحي كما هو الحال في شارع المعز لدين الله الفاطمي.