بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات التشريعية التي ستجري في 25 يوليو في باكستان، فان هذا البلد يواجه تحديات ضاغطة من الاقتصاد الى النقص في المياه. في ما يلي ابرز هذه التحديات: - "التطرف" شهد الوضع الامني في البلاد الذي كان سيئا جدا، تحسنا في السنوات الاخيرة بعد سلسلة من العمليات العسكرية ضد المجموعات المتمردة المتحصنة على الحدود الافغانية. لكن سلسلة الهجمات التي ضربت غرب البلاد الاسبوع الماضي واسفرت عن سقوط 175 قتيلا خلال اربعة ايام، شكلت ضربة قاسية لاجواء التفاؤل. واحد هذه الاعتداءات وقع في بلوشستان وكان ثاني اعنف هجوم في تاريخ البلاد اسفر عن مقتل 149 شخصا. ويخشى المحللون ان يسعى المتمردون الى اعادة تجميع صفوفهم بعد الهزائم الني منيوا بها في السنوات الاخيرة. ويقولون منذ فترة طويلة انه على السلطات ان تكافح بتصميم اكبر الجذور الحقيقية للتطرف اذا كانت تريد القضاء عليه. - "الاقتصاد" لا شك انها القضية الاكثر خطورة حاليا. سيكون على الحكومة المقبلة التحرك بسرعة اذا كانت تريد تجنب خطر ازمة في ميزان المدفوعات وكذلك تجنب طلب قرض من صندوق النقد الدولي، حسب المحللين. واضطر البنك المركزي في الاشهر الاخيرة للجوء الى احتياطيه من القطع الاجنبي وتخفيض العملة لخفض عجز آخذ في الاتساع. وتستورد باكستان كميات كبيرة من السلع وضاعفت شراء مواد بناء صينية من اجل مشروع ضخم صيني باكستاني لبنى تحتية يجري تنفيذه حاليا. كما تضرر اقتصادها من ارتفاع اسعار النفط. اما صادراتها الضئيلة مثل النسيج، فهي تواجه منافسة دول اخرى. - ارتفاع كبير في عدد السكان -تسجل باكستان احد اعلى معدلات الخصوبة في آسيا ويبلغ حوالى ثلاثة اطفال لكل امرأة، حسب الارقام الرسمية. وتؤثر هذه الزيادة على موارد البلاد وتعرقل تقدمها الاجتماعي الاقتصادي. ما يزال تخطيط الاسرة شبه معدوم في باكستان البلد المسلم المحافظ حيث ارتفع عدد السكان خمسة اضعاف منذ 1960 ليصل الى حوالى 207 ملايين نسمة حاليا، وقد يصل الى 310 ملايين في 2050 حسب الاممالمتحدة. وما زال مفهوم منع الحمل من المحرمات في المجتمع الباكستاني. - نقص المياه -يرى خبراء ان باكستان تتوجه على ما يبدو الى كارثة بيئية اذا لم تعالج السلطات مشكلة موارد المياه. وسيواجه هذا البلد الذي تأثر الى حد كبير بالتغير المناخي "نقصا مطلقا" في المياه بحلول 2025 يتمثل باقل من 500 متر مكعب متوفرة للشخص الواحد، كما تفيد التقديرات. ورغم جبال الهيمالايا التي تغطيها الثلوج والامطار الموسمية التي تروي اراضيها، لا تملك البلاد سوى ثلاثة احواض لحفظ المياه، مقابل اكثر من نحو الف في كندا او جنوب افريقيا. لذا، لا يمكن تخزين فائض المياه. - العلاقات المتوترة بين المدنيين والعسكريين -قاد الجيش باكستان لاكثر من نصف سنواتها ال71. وتعتبر تدخلاته المتكررة من العراقيل التي تمنع الانتقال الديموقراطي في البلاد وتقدمها. وحاول رئيس الوزراء السابق نواز شريف حتى اقالته بتهمة الفساد، اعادة تأكيد تفوق السلطة المدنية على العسكر والعمل على تقارب دبلوماسي مع الهند. ومنذ اقالته المثيرة للجدل، يخوض حملة جريئة ضد الجيش الذي يتهمه بالتسبب بسقوطه، ووصل به الامر حتى انتقاد الصلات المفترضة بين العسكريين والمتمردين الاسلاميين، وهذه مسالة تعتبر من المحظورات في باكستان.