حين أرادت «لمى» بطلة رواية «محلك سر» استعادة وعيها وذاكرتها، بدأت فى زيارة الأماكن التى ارتبطت بمراهقتها وطفولتها، هكذا انطلقت فى رحلة تضمّنت بيوتاً قديمة فى منطقة وسط البلد، سينما مصر فى قصر النيل و«سوق باب اللوق»، حالة من الحنين إلى الماضى يعيشها قارئ الرواية قبل أن يفيق على الواقع المقبض لحال الأماكن التى استردت من خلالها، بطلة رواية خيالية، وعيها، فيما فقد أبطال العالم الواقعى وعيهم بزوالها! حزن يعيشه محبو التراث، منذ تم عرض سوق باب اللوق للبيع قبل ثمانى سنوات، يتجدّد مع كل إعلان جديد تحمله الصحف عن السوق التى أنشأها المليونير اليهودى يوسف قطاوى قبل أكثر من 100 سنة، على طراز أسواق باريس المغطاة، من الحديث عن تطويره بالتعاون مع كلية الهندسة جامعة القاهرة إلى الإعلان عن بيعه، مساحة من الشعور بالإحباط طالت الروائية سمر نور بدورها. «سمر»: «العقارات دى تعتبر تراث» صاحبة «محلك سر» لم يقتصر الأمر بالنسبة لها على عرض السوق للبيع، لكنه طال عدداً من الأماكن الأخرى التى وثقتها فى روايتها، «منزلين قديمين فى 64 شارع محمد محمود، تستخدمهما الجامعة الأمريكية كمخزن، فوجئت بأنهما على وشك الهدم خلال الفترة القادمة، سينما مصر فى قصر النيل، وبالطبع سوق باب اللوق» ما زال السؤال الأبرز فى ذهن الروائية الغاضبة بشأن حالة «التفريط»: «المفروض فات أكتر من 100 سنة، ليه مابنعاملش الأماكن دى كآثار؟ إزاى بيتم الحديث بأريحية عن هدم وبيع، ومين مسئول عن عدم تسجيل الأماكن دى ووصولها للوضع ده». تتذكر كيف خاضت رحلة طويلة من أجل الكتابة عن بطلتها: «لم يكن لدى فكرة مسبقة، تركت نفسى للشخصية ووجدتها تقودنى إلى تلك الأماكن بالذات، كأنها شخصية من لحم ودم، شعرت بما سيحدث، فقادتنى إليه».