إذا أردت أن تعرف طعم الفوز بميدالية أوليمبية فيجب أن تذهب إلى عروس البحر المتوسط، الإسكندرية، فأبطالها يتنفسون نسيم البحر بنفس صافية، ويصطادون الميداليات الأوليمبية بشباك ذكية، ليفرح أبناء مصر جميعهم مع أهالي العاصمة الثانية بإنجازات عالمية. البداية والنهاية كانت إسكندرانية. في أمستردام 1928 كانت أول فرحة مصرية بذهبية المصارع إبراهيم مصطفى، وفي لندن 2012 كانت آخر الضحكات بفضية كرم جابر، وبين التاريخين سيل إسكندراني من الميداليات يقدر ب14 ميدالية، من أصل 26 حصلت عليها مصر في تاريخ مشاركتها بالأوليمبياد. 5 ذهبيات في المصارعة ورفع الأثقال حصدها أبناء الإسكندرية في تاريخ المشاركات المصرية بالأوليمبياد، كان لكرم جابر وإبراهيم مصطفى بطلي المصارعة الرومانية اثنتين، ولرفع الأثقال ثلاثة، واحدة لأنور مصباح في أوليمبياد برلين 1936، و2 للبطل إبراهيم شمس ومحمود فياض في لندن 1948. أما معدن الفضة، فلم يكن لأبطال العاصمة الثانية نصيب فيه سوى في 3 ميداليات، واحدة لمحمد رشوان بطل الجودو في أوليمبياد لوس أنجلوس 1984، واثنتان في لندن 2012، حصدهما بطل سلاح الشيش علاء أبو القاسم، وكرم جابر في المصارعة الرومانية. 6 برونزيات إسكندرانية كانت لأبطال رفع الأثقال والتايكوندو والملاكمة والجودو والمصارعة، حصدها وصيف إبراهيم وإبراهيم شمس بطلا رفع الأثقال في برلين 1936، وعبد العال راشد بطل المصارعة في هلسنكي 1952، أما عبد المنعم الجندي بطل مصر في الملاكمة فحصد برونزية روما 1960، وحصد تامر صلاح وهشام مصباح بطلا التايكونو والجودو برونزيتي أثينا 2004 وبكين 2008. الإنجازات تتعدد ومصنع البطولات واحد، هو المارية الإسكندرية، التي تستحق لقب عاصمة الرياضة المصرية بأبطال حلّقوا بعلم مصر في سماء الأوليمبياد، بإنجازات سيذكرها التاريخ، وينتظرها المستقبل.