بدأ تنظيم الإخوان تحقيقات داخلية مع المسئولين عن المكاتب الإدارية للتنظيم ورؤساء الشعب والأسر بسبب ضعف الحشد الذى شهدته مظاهرات التضامن مع الرئيس المعزول محمد مرسى أثناء جلسة محاكمته، الاثنين الماضى، فيما دعا حزب الحرية والعدالة إلى تنظيم مليونية اليوم تحت اسم «استقلال مصر» لرفض ما وصفه ب«الاحتلال الناعم وتطهير الوطن من الصهاينة والانقلابيين»، فضلاً عن رفض ما زعم أنه تنسيق أمنى واستخباراتى مع إسرائيل لتأمين المجرى الملاحى لقناة السويس. وبدأ «التنظيم» التخطيط لاستغلال ذكرى «عاشوراء» 15 نوفمبر الجارى، التى تتزامن مع مرور 3 أشهر على فض اعتصامى «رابعة العدوية» و«النهضة»، والتجهيز لمظاهرات 19 نوفمبر بالتزامن مع الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود. وقال إسلام مصطفى، أحد كوادر الإخوان، إن «التنظيم» رصد التظاهرات التى خرجت يوم محاكمة «مرسى» على مستوى الجمهورية وكانت النتيجة على غير المتوقع، خصوصاً أن «التنظيم» كان يستهدف خروج مئات الآلاف دعماً له ولكن عزوف أعضاء الإخوان ونسائهم عن الخروج أدى إلى تقليص عدد المتظاهرين. وكشف «مصطفى» ل«الوطن» عن أن تعليمات صدرت لنقباء الشُّعب الإخوانية ومسئولى المناطق بمراجعة الأعضاء لمعرفة الأسباب الحقيقية التى تمنعهم من الخروج إلى التظاهرات سواء كانت أسباباً نفسية وإحباطات جراء محاكمة «مرسى»، وتفاقم الأزمة وغياب الحلول السياسية الحقيقية السريعة إلى الآن، أو أسباباً اجتماعية تتعلق بخوف البعض من الاعتقال والمطاردة، أو أسباباً مادية نتيجة اعتقال عائل الأسرة وعدم التفرغ للتظاهر. وأشار إلى أن قيادات «الإخوان» تسعى لعلاج المشكلات التى يعانى منها الأفراد الذين يمتنعون عن المشاركة فى التظاهرات لعودة الحشد مرة أخرى إلى قوته الأولى. وشدد على أن عزوف الأعضاء عن المشاركة فى التظاهرات فاق التوقع، خصوصاً أن هناك بعض الشُّعب الإخوانية لا يخرج منها سوى رُبع أعضائها فقط من الرجال والنساء، بل إن هناك نساءً يخرجن فى التظاهرات نيابة عن أزواجهن الذين يؤثرون العكوف فى المنزل ومتابعة التظاهرات من شاشات التليفزيون، وهو ما أثر بطبيعة الحال على أعداد الحشد. وقال محمد فرج، أحد كوادر الإخوان، إن مظاهرات اليوم ستكون لرفض الاعتداء على نساء الإسكندرية، وأضاف: «الاعتداءات التى تجرى على نساء الإسكندرية من اعتقالات وضرب وسحل فى الشارع أثناء المشاركة فى المظاهرات اليومية على أيدى قوات الداخلية والجيش أمر مشين لا يقبله ذو نخوة»، وشدد على أنهم ماضون فى التظاهرات لحين الإفراج عن النساء المعتقلات فى جميع المحافظات. من جانبه، أرسل تنظيم الإخوان رسالة، أمس، لقواعده، لرفع روحهم المعنوية، وحثهم على الصمود والثبات، وذكرهم بما فعله «مرسى» يوم محاكمته، وقال: «مرسى أبهر العالم بثباته وصموده وصلابته واطمئنانه حتى منح أنصاره الذين خرجوا ليشدوا من أزره شحنة معنوية هائلة تشد هى من أزرهم وتحضهم على الثبات والاستمرار والتمسك بالحرية والشرعية والسيادة الشعبية». وهاجم «التنظيم» القضاء، قائلاً: «المأساة أن يشترك القضاء فى هذه المظلمة حتى يقول المستشار حسام الغريانى رئيس محكمة النقض السابق: دعونا نعلنها اليوم صريحة وواضحة، إن مصر الآن بلا قضاء، وبلا سلطة قضائية، وبغرابة ودون مبرر تستجيب النيابة وتنحنى وتطعن عدالة الدولة بخنجر الظلم وتساعد الظالم على نشر ظلمه».