لم تكد الولاياتالمتحدةالأمريكية تلتقط أنفاسها وتلملم جراحها بعد حادث إطلاق النار داخل سينما كولورادو، ما أدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة ستين آخرين، حتى جاء نبأ حادثة جديدة مشابهة وفي أقل من ثلاثة أسابيع، لكنها هذه المرة في نيويورك. لم يكن إطلاق النار هذه المرة داخل دار عرض، ولكن دار عبادة، حيث اتجه المجند الأمريكي السابق وايد مايكل بايج، 40 عاما، إلى معبد للسيخ في ويسكنسون، حاملا مسدسا عيار 9 ملليمتر، ثم بدأ في إطلاق النار بشكل عشوائي على المتعبدين، ليسقط إثر ذلك ستة قتلى وثلاثة جرحى، قبل أن يهاجمه رجل شرطة ويطلق عليه النار ويرديه قتيلا. وخرجت مظاهرات في نيودلهي بالهند، قريبة من السفارة الأمريكية هناك، تندد بالحادث وتطالب أمريكا بوقف حوادث التعصب والعنصرية والكراهية، بينما أعلنت السلطات في الولاياتالمتحدة أن أعمار الضحايا تقع ما بين 39 عاما و84 عاما. وأقيم مؤتمر صحفي، اليوم الاثنين، في المركز الثقافي للسيخ في ريتشموند هيلز، مصحوبا بتواجد أمني مكثف، حضره عمدة نيويورك "مايكل بلومبرج"، ورئيس الشرطة "جون إدواردز"، ورئيس مجلس إدارة المركز الثقافي "موهان سينج"، الذي فقد عمه البالغ من العمر 70 عاما في الحادث. وخلال المؤتمر عرضت عميلة مكتب التحقيقات الفيدرالي "تيريزا كارلسون" معلومات تفيد بأن مرتكب الحادث كان على علاقة بجماعات "البيض" العنصرية، كما كان مصنفا في قوائم الإرهاب المحلي. لم يكن هذا الحادث هو الأول من نوعه ضد السيخ، حيث وقعت ضدهم مجموعة من الحوادث مباشرة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، ناتجة عن الخلط بينهم وبين المسلمين بسبب اللحية. وكان أول ضحية من السيخ له علاقة بأحداث سبتمبر هو "بالبير سينج"، صاحب محطة بنزين في أريزونا، والذي قتل على يد ميكانيكي طائرات يدعى "فرانك روك"، الذي أطلق عليه النار خمس مرات متتالية. هذا بالإضافة لحوادث الضرب والاعتداءات الجسدية، وعمليات التخريب التي تعرضت لها منازل العديد من الهنود السيخ.