سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أنصار "المعزول" و"المخلوع" أمام المحكمة.. كلٌّ يختار خصومه كلا الفريقين اعتدى على من تخيله السبب في عزل أو خلع رئيسه.. "أبناء مبارك" ضربوا أهالي الشهداء وأنصار مرسي اعتدوا على الإعلاميين
لم نرَ اختلافا يُذكر بين أنصار رئيسين حَكَمَ عليهما شعبهما بدخول قفص اتهام واحد وبالتهم ذاتها، التي تورطا فيها نتيجة تمسكهما بالكرسي، ورغبتهما في السيطرة والاستحواذ على الحكم بدون مراعاة لمطالب الشعب. كلا الفريقين اعتدى على من تخيله السبب في عزل أو خلع رئيسه، ف"أبناء مبارك" ضربوا أهالي الشهداء السبب الرئيسي في خلع الرئيس الأسبق، الذي هو في نظرهم القائد الأعلى للقوات المسلحة وصاحب الضربة الجوية التي تخلصت من الاحتلال الإسرائيلي، فيما اختار أنصار مرسي الاعتداء على الإعلاميين والصحفيين ومنعهم من نقل ما يحدث، وهم الذين كان لهم الفضل الأكبر في نقل أخطاء وزلَّات الرئيس المعزول. الشعب خرج ثائرا في 25 يناير 2011 للمطالبة ب"العيش والحرية والعدالة الاجتماعية"، لكن مع تطور الأمر وتجاهل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لمطالبهم، ووقوع عدد كبير من الشهداء في 28 يناير، ثار المصريون ضده وأصروا على عزله من الحكم. وفي جلسة المحاكمة الأولى للمخلوع في 3 أغسطس 2011، ذهب مؤيدوه إلى مقر الجلسة بأكاديمية الشرطة في التجمع الخامس، لدعمه ومساندته أثناء انعقاد الجلسة. وفي محيط الأكاديمية، وقعت اشتباكات بين أنصار مبارك وأهالي الشهداء، ما دفع قوات الأمن للتدخل وفض الاشتباك، لكن أنصار "المخلوع" لم يتعرضوا لوسائل الإعلام، التي نقلت الصورة بكل وضوح وشفافية. محمد مرسي، أول رئيس يختاره الشعب بإرادته في تاريخ مصر، لم يكن جديرا بثقة المصريين فيه، ووضع جماعته كهدف أول يسعى لإرضائه على حساب الشعب، وهو ما أثار غضبهم، فخرجوا ضده في 30 يونيو 2013 للمطالبة بعزله. وبعد 48 ساعة، المهلة التي منحتها القوات المسلحة لمرسي لتحقيق مطالب الجماهير، والتي ضرب بها عرض الحائط، عزله الجيش حقنا للدماء، التي كان من المتوقع أن تسيل نتيجة عناده وتعاليه على الشعب. وبالأمس، يعود التاريخ ليكرر نفسه في أولى جلسات محاكمة مرسي بتهمة قتل المتظاهرين في أحداث الاتحادية. يتظاهر أنصار المعزول خارج أكاديمية الشرطة، ويستخدمون الوسيلة الأسهل من وجهة نظرهم، بتكميم الأفواه والسيطرة على الإعلاميين والصحفيين الذين حضروا لنقل الصورة بشكل موضوعي. ففي الساعات الأولى من محاكمته، اعتدى أنصار المعزول على المذيعة راندة أبو العزم مراسلة قناة "العربية"، ومنعوها من التصوير ووصفوها بأنها "خائنة"، ثم اعتدوا على مصور قناة CBC بعدما جذبوه من أعلى سيارة البث، وكذلك كالوا السباب والشتائم لمصور صحفي بإحدى الصحف المستقلة، ورفضوا وجود كاميرات التليفزيون المصري لنقل الأحداث. واستمر مؤيدو مرسي في تجاوزاتهم ضد وسائل الإعلام المختلفة طوال فترة انعقاد الجلسة الأولى للمحاكمة، حيث اعتدوا على طاقم قناة ONTV ومنعوهم من التصوير، وانتهت مطاردتهم للإعلاميين بالاعتداء على فريق عمل قناة "صدى البلد" وسحب تصاريحهم الإعلامية.