كشفت مصادر دبلوماسية، أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، لم يذكر اسم "الإخوان أو الرئيس المعزول محمد مرسي" في كافة اللقاءات التي أجراها، أمس، مع المسؤولين في مصر، لكنه اكتفى بذكر "المتهمين المدنيين" فقط. وأضافت المصادر ل"الوطن" أن كيري كان حذرا للغاية كلما تحدث عن النظام السابق ومحاكمات قياداته، في إشارة منه لتأييد الحكومة الجديدة في مصر، والنظر للأمام لتحقيق الديمقراطية التي تحدث عنها أكثر من مرة في لقاءاته. وأكدت المصادر، أن كيري طالب في كافة لقاءاته سواء مع نظيره المصري نبيل فهمي، والفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع، والرئيس عدلي منصور، بعدم تمديد حالة الطوارئ التي تنتهي في 14 نوفمبر الجاري، مشيرة إلى أنه أكد على أن استمرار حالة الطوارئ التي تؤدي لقمع الحريات سيعرقل استئناف العلاقات مجددا بين مصر والولاياتالمتحدة، موضحة أن لهجة كيري كانت إيجابية إلى حد كبير، بعيدا عن لهجة "التحذير" التي كانت تستخدم في وقت سابق. ودعا كيري إلى العمل على حماية حقوق الإنسان ودعم المجتمع المدني الذي وصفه ب"الأداة الضامنة" لتطبيق المسار الديمقراطي في مصر، ومتابعة تنفيذ الالتزامات الحكومية بتطبيق خارطة الطريق في الموعد المحدد. ووصف دبلوماسيون، رفض كيري لذكر "الإخوان أو اسم الرئيس المعزول محمد مرسي" في لقاءاته بأنه أراد إظهار رغبة "واشنطن" في بدء علاقات جديدة مع الحكومة الحالية في مصر، دون العودة للوراء والحديث عن النظام السابق. واعتبر السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، تنديد كيري بجميع أشكال العنف والاعتداء علي الشرطة والكنائس، بأنه "رسالة ضمنية" لرفض بلاده التورط في هذه الاحداث التي تهدد الأرواح والسلم العام بمن فيهم عناصر الإخوان، وأكد أن زيارة وزير الخارجية الأمريكية، التي سبقت موعد محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، تظهر رغبة الإدارة الأمريكية في دعم الحكومة المصرية الحالية، وتعد تجاوزا للأزمة بين البلدين، موضحا أنها تعد عودة للعلاقات الثنائية إلي طبيعتها. واعتبر "هريدي" أن عودة العلاقات لن تدعم مصر إقليميا ودوليا فحسب، بل ستضمن للولايات المتحدة علاقات متزنة مع الشرق الأوسط ككل، الذي تمثل مصر له رمانة الميزان. من جانبها، رأت هاجر الإسلامبولي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن تصريحات كيري، تنقل العلاقات بين الولاياتالمتحدة ومصر إلي مرحلة جديدة، وتنبئ بمزيد من التطور الإيجابي بين البلدين، خاصة بعدم حديثه عن الإخوان في كافة اللقاءات. وأوضحت أن قبول كيري دعوة الرئيس المؤقت عدلي منصور لبدء الحوار الاستراتيجي بين إدارة أوباما والحكومة الانتقالية في مصر، يعد اعترافا بالحكومة التي تولت مقاليد الأمور بعد ثورة 30 يونيو. واعتبرت الإسلامبولي، الزيارة التي وصفتها بإلإيجابية، إقرارا من الحكومة الأمريكية بأهمية التغيير الذي مرت به مصر، ودعما لمساعيها في إرساء قواعد الديمقراطية، ما يفتح مجالا لدعم الغرب ككل، لما للولايات المتحدة من تأثير في اتجاهاته.