قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إن العقل المصري يحتاج الدخول إلى عصر جديد للتفكير مبني على العلم والأسباب مع احترام قوانين الطبيعة، خاصة وأن كل الدول التي استخدمت الفكر وقوانين الطبيعة تقدمت مثل ألمانيا والصين واليابان وأمريكا وغيرهم ونحن ما زلنا نعتقد أن التقدم بالدعاء. وتابع رئيس جامعة القاهرة: "الله لا يأخذ بالدعاء وإنما بالعمل والفعل وليس القول إحنا في 1967 انهزمنا رغم أننا كنا جميعا ندعو الله ولكن في 1973 كان هناك أولا تخطيط استراتيجي وعمل جاد وثانيا قولنا يارب وانتصرنا لأن الله يحب من يعمل". وأضاف "الخشت"، خلال فعاليات معسكر إعداد قادة المستقبل بمشاركة أكثر من 600 طالب وطالبة، لتكريس فكرة "تطوير العقل المصري": "أننا بحاجة إلى تأسيس عصر عقل مصري جديد، ونبدأ بالأخذ بالأسباب ونقتلع الخرافات من عقولنا لتغيير مفهوم الدين القائم على طاعة الله بالطقوس فقط وإنما بالطقوس والعمل معاً موضحا ضرورة التفريق بين المقدس والبشري فالمقدس من عند الله والبشري قابل للصواب والخطأ ولا يجب أن نعتقد بأن التراث كله صحيح لأن الحق يعرف بالحجة والدليل وليس بالمرشد والإمام". وأكد "الخشت"، ضرورة تخلص العقل المصري من عدد كبير من المعتقدات منها ثقافات التبرير، وعدم النظر للأمور من جانب واحد فقط لأن تطوير العقل المصري، مسألة بالغة الأهمية فمصر لن تتقدم بالزراعة والصناعة والتقدم التنموي فقط، بل لابد من تغيير أفكار الناس، قائلًا: "طرحنا مشروعًا في جامعة القاهرة من أجل تطوير العقل المصري ليمكن توفير العقول اللازمة من أجل السير قُدمًا في عملية التنمية الشاملة، كما أن جامعة القاهرة تعمل على ترسيخ هذه المفاهيم بين شبابها، وما تفرضه عملية تطوير العقل المصري من ضرورة تنمية قدرات الطلاب على التفكير النقدي والإبداع والابتكار، وفتح الباب أمام مشاركتهم في تطوير قدراتهم نحو التفكير العلمي والنقدي، ومن ثم المساهمة في بناء المجتمع". وأضاف "الخشت"، أن تطوير العقل المصري على أسس من الجدية، والعمق، والانتماء الوطني، والرقي بالمنظومة القيمية، واحترام القانون، أمر ضروري وحيوي لتحقيق النهضة والتقدم، مشددا على أن مصر لن تتقدم بالحكومة وحدها وإنما بالشعب والحكومة معًا.