واصلت جماعة الإخوان المسلمين "المحظورة" بمحافظة الفيوم، الدفع بالنساء والأطفال في فعالياتها الاحتجاجية ضد ملاحقة أنصارها أمنيًا، وللمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى منصبه. واستغلت الجماعة المحظورة بعض المسميات لإظهار الأمر للرأي العام على أن هناك حراكًا شعبيًا من المواطنين غير المنتمين للجماعة، للاحتجاج على نتائج ثورة 30 يونيو، والخروج في مظاهرات مناهضة للجيش والشرطة، منها "طلاب ضد الانقلاب"، "شباب ضد الانقلاب" وغيرها من المسميات، في حين يبدو العامل المشترك بينها جميعًا هو رفع شعار "رابعة العدوية" وصور الرئيس السابق خلال فعالياتهم. وتدفع الجماعة يوميًا طلابها في جامعة الفيوم، للتظاهر بأي أعداد داخل الجامعة دون الإعلان مسبقًا عن المظاهرة، حتى يبدو الأمر أن هناك انتفاضة طلابية بالجامعة ضد ما تسميه بأنه "الانقلاب العسكري"، كما تدفع طلابها بالمدارس في بعض القرى بالتظاهر والخروج عقب اليوم الدراسي، لتنظيم سلاسل بشرية رافعين صور الرئيس السابق، وشعار "رابعة"، وتراجعت هذا الأسبوع خططهم بتنظيم اعتصامات داخل المدارس أثناء اليوم الدراسي لتعطيل سير العملية التعليمية، وركزت جهودها على خروج الطلاب والطالبات بالمرحلة الإعدادية والثانوية في مسيرة، حتى لو قليلة العدد، من أجل حشد المواطنين ضد الشرطة والجيش. كما دفعت الجماعة بأنصارها لتنظيم وقفات احتجاجية في مناطق شعبية بمدينة الفيوم، بالإضافة إلى بعض القرى التي يوجد لها تواجد نسبي، حيث نظم عدد من الشباب المناصرين للجماعة تحت مسمى "شباب ضد الانقلاب" بالفيوم، وقفة احتجاجية بحي الصوفي ببندر الفيوم، أمس الأول، فضلاً عن مظاهرات عناصر تابعة لها بجامعة الفيوم ظهر كل يوم. وكان أنصار للجماعة قد نظّموا وقفة احتجاجية أمام مسجد الشبان المسلمين مساء أمس، بمدينة الفيوم حاملين صور ضحايا الجماعة في الاشتباكات مع الأهالي والأمن خلال الأحداث الماضية. ولم تكتفِ الجماعة بذلك، بل بدأت في تنظيم مسيرات تمر من بعض المناطق غير المعتادة لها، بعيدًا عن الشوارع الرئيسية بمدينة الفيوم، ولم تسلم حوائط المنازل تلك المناطق من بينها أحياء الحادقة وباغوص والبحارى والجون، من كتابة العبارات المسيئة للجيش والشرطة والرموز الوطنية وعبارات طائفية، وشتائم لمؤيدي الجيش والشرطة ورافضي "مرسي" من المواطنين. وبدأت عناصر الجماعة في شن حملات تشويه فردية منظمة بين زملائهم في المصالح الحكومية ضد النظام الحالي، وتحميله مسؤولية غلاء الأسعار والفوضى في الشوارع، والقصور الأمني في بعض المجالات، واستمرار الفساد في بعض القطاعات، وإظهار أنهم ليسوا مع "الإخوان" ولكنهم لا يرون أن الحكومة الحالية تفعل شيئًا. وفي تحول نوعي في تلك السياسات، دخلت مسيرات الجماعة لبعض المناطق التي يوجد فيها سكان أقباط بشكل كبير، وينادون عليهم بزعم أن هناك أقباطًا يخرجون معهم في مسيراتهم الرافضة لما أسموه ب"الانقلاب العسكري"، وادعوا أنهم شكلوا حركة "أقباط ضد الانقلاب"، في محاولة لجذب هؤلاء السكان إليهم.