يعرف الدكتور محمد الجوادى جيدا ما معنى كلمة «المتحولين» أو «المتأخونين»؛ فهو يعرف نفسه دائما بأنه «أبو التاريخ»؛ ف«المتحول» و«المتأخون» كلمتان تكملان بعضهما وعادة تكون المصلحة هى الرابط بينهما، خصوصا إذا كانت «مادية»، وللحق أنا لا أقلل من تاريخ الرجل الأكاديمى؛ فهو لديه عشرات المؤلفات والتراجم لكن مثل غيرى أكره «المتحولين والمتأخونين». متى تحولت يا «جوادى»؟ ليس سؤالى، لكنه سؤال وجهه أحد النشطاء ل«الجوادى» على حسابه بموقع «تويتر»؛ فعلى موقع «يوتيوب» فيديو شهير ل«الجوادى» يهاجم فيه الإخوان قبل وصولهم إلى السلطة وينفعل على الدكتور محمد جودة، القيادى الإخوانى، ويتهم الإخوان بأنهم لا يفكرون إلا فى أنفسهم، وتكاد تسيل دموع «الجوادى» على شهداء المرحلة الانتقالية الأولى الذين باع الإخوان دماءهم فى «محمد محمود» و«ماسبيرو» ودعموا المجلس العسكرى. منذ أيام حكى لى صديق، يعمل معدا فى أحد برامج ال«توك شو» الشهيرة، أن «الجوادى» قبل وصول الإخوان إلى السلطة كان يظهر فى أى برنامج مدافعا عن أحزاب معارضة للإخوان ومنهم حزب الوفد ويهاجم الجماعة مع انتخابات مجلس الشعب 2012، ويتوقع أن تكون للأحزاب المعارضة مقاعد كبيرة فى مجلس الشعب، وقبل دخوله إلى الاستوديو يطلب الحصول على مقابل مادى لا يقل عن 1000 جنيه فى الحلقة الواحدة، وإذا لم يحصل عليها يغضب جدا ويهاجم المعدين، وروى لى الصديق أن هذا الأمر أصبح منتشرا منه بشكل كبير فى أى برنامج يطلب حضوره؛ لذلك أصبحت الكثير من البرامج فى القنوات الفضائية لا تفضل أن يكون ضيفا عليها. وبعد فوز «مرسى» بالرئاسة ووصول الإخوان إلى السلطة، تحول «الجوادى» إلى رجلهم؛ فأصبح يصف خطابات «مرسى» بأنها تحفل بمعانٍ كبيرة مثل الإيمان والامتنان والحب والتطلع للمستقبل ولم الشمل، وقراراته بأنها ثورية وصائبة؛ لذلك لم أتعجب من سفره إلى قطر؛ حيث يخطط هناك الإخوان للمؤامرات ضد مصر ويعقدون الصفقات، ويقيم على حساب قناة «الجزيرة»، الذراع الإعلامية للتنظيم الدولى للإخوان، فى أحد فنادق الدوحة غالية الثمن، وظهوره اليومى مع حاتم عزام ووائل قنديل، ليتحول «أبو التاريخ»، كما يطلق على نفسه، إلى «أبو الشائعات» فيطلق سمومه وأخباره الكاذبة ويروج شائعات ضد بلاده مصر، ويزعم مثلا أن «الشعب المصرى كله إخوان» أو «أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى يتفاوض مع الأمريكان لتكرار السيناريو اليمنى والخروج الآمن له»، أو «أن مرتزقة من كولومبيا أرسلتهم الإمارات لقمع الاحتجاجات فى مصر»، أو «أن الإخوان هم اللى بنوا مصر وهيبنوها كما فعلت طائفة البوريتان الأمريكية التى حررت أمريكا من الطغاة والمستعمرين ولاحسى البيادة»، بل ويتحرش على صفحته بموقع «تويتر» بفتاة، عندما تمنت أن يحمى المجتمع منه، فرد عليها قائلا: «أيهما أخطر على المجتمع: جمالك أم جنانى؟»، ليبدو أن صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام فى عهد «مرسى»، أصبح المثل الأعلى ل«الجوادى» فى التحرش اللفظى بالفتيات، مثلما أصبحت قناة «الجزيرة» المكان الدائم لكافة «المتحولين» و«المتأخونين» ومن يعشقون «الريالات القطرية».