شيعت قرية تطاى، التابعة لمركز السنطة بمحافظة الغربية، جثمان الشهيد أمين شرطة السيد كمال كريم، من قوة شرطة الكهرباء التابعة لمديرية أمن شمال سيناء، الذى استُشهد إثر تلقيه أعيرة نارية فى أماكن متفرقة بجسده، من مسلحين ينتمون إلى جماعات جهادية، أثناء أدائه واجبه الوطنى. خيم على أهالى القرية حزن أثناء مشاركتهم فى جنازة الشهيد العسكرية فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول الخميس، بحضور عدد من القيادات العسكرية والأمنية، وعلى رأسها اللواء حاتم عثمان، مدير أمن الغربية، واللواء حسام خليفة، مساعد مدير الأمن، والعقيد حسين غنيم، رئيس فرع البحث الجنائى بالسنطة وزفتى، ولفيف من الشخصيات العامة وكبار العائلات بالقرية، وذلك عقب أداء صلاه الجنازة على جثمان الشهيد بالمسجد الكبير بذات القرية. وتحولت الجنازة إلى مسيرة شعبية شارك فيه شباب وأبناء عائلات القرية، مرددين هتافات «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله» و«يسقط يسقط الإرهاب دول أعداء الله» و«القصاص القصاص مطلب شرعى للى قتلوا ولادنا بالرصاص» و«لا لإرهاب الجماعات المتطرفة». وطافت المسيرة أرجاء وشوارع القرية ووقفت دقيقة حداد أمام منزل أسرة وأقارب الشهيد وسط حالة من الأسى والحزن المخيم على أهالى القرية حتى مثواه الأخير بمقابر العائلة، وسط ترديد آيات قرآنية وأناشيد وأدعية مطالبة بالرحمة للشهيد. وتحدث والد الشهيد «كمال كريم»، عامل، 58 سنة، قائلاً: «حسبى الله ونعم الوكيل فيمن قتلوا ابنى وحرقوا قلب امه واخواته.. صبرنى يا رب»، وأضاف والد الشهيد أن نجله كان كثير السؤال عن أشقائه المتزوجين أثناء وجوده فى مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء للاطمئنان عليهم، لافتاً إلى أن نجله قبل رحيله لم يشغل باله سوى الاطمئنان على صحة والدته، مبيناً أنه لم يتوانَ لحظة عن الوقوف بجوار العائلة مادياً ومعنوياً، مردداً بعيون باكية تنظر إلى صورة الفقيد: «لم أتوقع أن يذهب نجلى إلى العمل ويعود إلىّ فى كفنه ملفوفاً بثوبه الأبيض وملفوفاً بالعلم المصرى، لك الحمد والشكر يا رب». والتقطت خيط الحديث والدة الشهيد وأشقاؤه الآخرون قائلة: «إحنا بقينا خايفين على ولادنا من اللى بنشوفه كل يوم، واحنا مؤمنين بقضاء الله، ومايغلاش ع اللى خلقه، لك الأمر من قبل ومن بعد يا رب»، كما وجهت رسالة إلى الفريق عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، بضرورة قيامهما بواجبهما والقصاص والثأر لنجلهم ولزملائه التى تسيل دماؤهم على تراب الوطن.