لا تكف دبى عن إدهاشك فى كل رحلة وكأنها الساحر الذى يخرج من جرابه فى كل مرة مفاجأة مختلفة وهدية متفردة، فمن الكاميرات التى تغطى المدينة بكل سنتيمتر فيها، حتى أغلى حجرة فندق فى العالم، مرورا بالطرق المعبدة كالحرير الرحبة كملاعب الكرة، وقانون المرور الصارم المطبق على الجميع بلا كوسة أو واسطة أو طناش، تحس أنك تعيش فى فيلم خيال علمى أو فى زمن شبيك لبيك، ظننت أن سيارات لامبرجينى وأستون مارتن (11 مليون درهم) ومرسيدس SLS وبنتلى، التى انضمت إلى أسطول سيارات الشرطة هناك والتى ضموها لمطاردة تجار المخدرات الذين يستخدمون سيارات فائقة السرعة لا تجدى معها سيارات الشرطة العادية، ظننت أن هذه السيارات الفارهة هى آخر مفاجآت دبى ولكن جراب المفاجآت لا ينتهى وها هو التاكسى الذكى الذى سيدخل الخدمة مع 2014، فكرته كما بسطها لى أحد أصدقاء التواصل الاجتماعى هى: «أنك تنزل تطبيق التاكسى على هاتفك.. وبعد ذلك.. عندما تريد تاكسى.. فليس مطلوبا منك أن تتصل برقم معين.. وتصف لهم مكانك.. وإنما تقف على الرصيف وتهز الهاتف وكأنك تشير لتاكسى حقيقى، هذه الاهتزازة ترسل أمرا إلى نظام أساطيل التاكسى ويحدد أقرب تاكسى خالٍ بالنسبة لموقعك.. ويرسل له أمرا إلكترونيا به موقعك للتوجه لك.. بعد ذلك سيخبرك البرنامج أن التاكسى الفلانى.. برقمه وصورة السائق فى الطريق إليك والوقت اللازم لوصوله.. وإذا رغبت يعرض لك أيضاً خط سيره إليك. التاكسيات التى تمر عليك وأنت فى الانتظار لن تقف لك.. وسيكون مكتوبا فوقها إن كانت خالية أو مشغولة.. دون أن تضطر للتدقيق فى ركاب السيارة. إذا جلست فى الكرسى الخلفى فسيكون أمامك شاشات بها خدمات متنوعة.. بداية من الألعاب وقراءة الكتب وتصفح الإنترنت.. ومتابعة خريطة السير. سيكون أمامك أيضاً جهاز لدفع قيمة التوصيلة عبر كارت الفيزا.. أو كارت خاص بشركة التاكسى.. كما يمكنك أيضاً ألا تدفع شيئا على الإطلاق.. وستقوم شركة التاكسى أوتوماتيكيا بتحصيل قيمة التوصيلة من شركة الاتصالات.. ودفعها مع فاتورة التليفون». هذه هى فكرة التاكسى الذكى ببساطة، لم أمنع نفسى من المقارنة والتمنى، مصر التى أرسلت قوافل النور والعلم إلى دول الخليج آخرها التاكسى الأبيض الغبى أبوعداد وسيارة الشرطة التى لا تستطيع مطاردة توك توك والمطبات التى تتفوق على إفرست والحفر التى تبتلع فيلاً، ليست مسألة فقر وغنى، فالإمارات لمن لا يعرف ودعت النفط وصارت تعتمد على التجارة والميناء والبيزنس، والالتزام بالقانون واحترام المرور ليس نتيجة ثراء فاحش أو غنى أسطورى ولكنه نتيجة تعود وتربية وتعليم، هل ليس من حقى أن أحلم أن نحقق تلك الرفاهية؟ من حقنا، لكن قبل الحق لا بد أن نتذكر أن هناك واجباً يحتاج ضميراً.