تباينت ردود الأفعال بين العدائين العرب بعد انتهاء تصفيات سباق العدو 1500 متر، ضمن فعاليات ألعاب القوى بدورة الألعاب الأوليمبية (لندن 2012)، والتي شهدت بلوغ عدد منهم الدور قبل النهائي، من خلال احتلال مركز متقدم في مجموعته أو من خلال الزمن الذي سجله، بينما خرج الباقون مبكرًا من دائرة الصراع. وكان أبرز المتأهلين السعودي محمد شاوين والجزائري توفيق مخلوفي، بعدما احتل كل منهما صدارة مجموعته، في التصفيات التي يتأهل منها أصحاب المراكز الستة الأولى في كل مجموعة، إضافة إلى أصحاب أفضل ستة أزمنة في المجموعات الثلاث. وتضمنت قائمة المتأهلين عبر المراكز، إلى جانب شاوين ومخلوفي، القطريين حمزة دريوش ومحمد القرني، والمغربي عبد العاطي إيكيدر. كما تأهل عن طريق الأزمنة كل من المغربي محمد موستاوي والبحريني بلال منصور، ليكون عدد العدائين العرب المتأهلين للدور نصف النهائي سبعة عدائين من بين عشرة عدائين خاضوا السباق، بينما غاب العداء الحادي عشر وهو المغربي أمين لعلو بسبب اتهامه بتعاطي المنشطات خلال مشاركة سابقة. ويتسابق العداؤون السبعة مع 17 عداء آخر في الدور قبل النهائي للسباق. وناشد شاوين الأمة العربية كلها بالدعاء لعدائي العرب المشاركين حاليًا في أوليمبياد لندن، موضحًا أن منافسات الدورة في غاية الصعوبة، وأن اللاعبين والعدائين يحتاجون إلى كل مساندة ممكنة. وأعرب شاوين عن سعادته البالغة بما حققه حتى الآن، مشيرًا إلى تأهله للدور قبل النهائي في سباق 1500 متر. وتصدر شاوين المجموعة الثانية من التصفيات التي جرت اليوم، حيث قطع مسافة السباق في زمن بلغ ثلاث دقائق و39 ثانية و42 جزءًا من الثانية، ليحقق بذلك رقمًا شخصيًّا جديدًا له. وأوضح شاوين أنه يسعى لتحقيق ميدالية في هذا السباق بالدورة الأوليمبية الحالية، ويتمنى أن تكون الميدالية الذهبية، ولذلك لم يدخر جهدًا في التصفيات التي جرت اليوم. وقال شاوين إن أصعب لحظة مر بها كانت في آخر 250 مترًا من السباق، حيث حرص منذ بداية السباق على الركض في الحارة الأولى الضيقة، وتوقع أن يحاول باقي العدائين التحرك إليه واجتيازه في الأمتار الأخيرة من السباق مثلما يحدث في معظم السباقات. وأضاف "لكنني احتفظت بهدوئي وبذلت كل ما بوسعي من طاقة لأظل في الصدارة، وكللت مجهودي بالنجاح في النهاية". وأعرب شاوين عن اعتقاده بأن الدور نصف النهائي سيكون أصعب من النهائي، لأنه قد يضع أبرز العدائين الذين وصلوا لهذا الدور في مجموعة واحدة، وهو ما يضاعف من صعوبتها لحرص الجميع على بلوغ النهائي. وأشار شاوين إلى أنه لن يدخر أي جهد في السباق، سواء في قبل النهائي أو النهائي، من أجل إسعاد الشعب السعودي والأمة العربية بأكملها. وأعرب مواطنه عماد نور عن حزنه الشديد لخروجه المبكر من الدورة، موضحا أنه كان يمني نفسه بميدالية أوليمبية، ولكن المنافسة في الدورة الحالية في غاية الصعوبة، كما غاب عنه التوفيق. وحل نور عاشرًا في المجموعة الثالثة بالتصفيات، حيث قطع مسافة السباق في ثلاث دقائق و42 ثانية و95 جزءًا من الثانية، بفارق ثانيتين عن متصدر مجموعته في التصفيات، ونحو ثانية ونصف عن آخر المتأهلين من هذه المجموعة. وتمنى نور التوفيق لمواطنه شاوين. وقال نور "أديت بشكل جيد في السباق، ولكنه كان في غاية الصعوبة واعتمد بشكل كبير على الأداء الخططي إلى جانب السرعة". وأضاف "كان طموحي هو الفوز بميدالية أوليمبية، ولكن التأهل للأوليمبياد يمثل إنجازًا في حد ذاته. أتمنى أن يحالفني التوفيق في الارتباطات المقبلة، وأن أنجح في تحقيق الميدالية الأوليمبية في ريو دي جانيرو 2016، بعدما تسبب هذا الأوليمبياد في تأجيل حلمي أربع سنوات". وأعلن القطري الشاب حمزة دريوش التحدي، وأكد أنه جاء إلى لندن للعودة بميدالية، مشيرًا إلى أنه لن يتنازل عن هذا الحلم، ويتمنى التوفيق من الله ليتحقق هذا الحلم. وتأهل دريوش للدور قبل النهائي اليوم، بعدما احتل المركز الثاني في المجموعة الثانية بالتصفيات خلف شاوين بفارق ربع ثانية فقط. وأوضح دريوش أنه حضر إلى الأوليمبياد بعد تتويجه في بطولة العالم للشباب التي أقيمت مؤخرًا في برشلونة، ويتمنى التتويج بالميدالية الذهبية في الأوليمبياد الحالي ليكون إنجازًا تاريخيًّا بالنسبة له ولبلاده. وقال دريوش "السباق كان في غاية الصعوبة واتسم بالعنصر الخططي. حضرت إلى الأوليمبياد من أجل ميدالية، ولن أفرط في هذه الفرصة". وأضاف "ما زال لدي ما أقدمه في الدور نصف النهائي، حيث ادخرت بعض الجهد لهذا الدور وللدور النهائي، نظرًا لأنهما سيكونا أكثر صعوبة". وأوضح "الفارق بين رقمي اليوم ورقمي الشخصي بلغ ست ثوان، ولذلك فإنني أستطيع تفجير المفاجأة وتحقيق ميدالية في هذا الأوليمبياد، مع اعترافي بأن السباق سيزداد صعوبة في الدورين المقبلين". وأضاف "تأهل زميلي محمد القرني من المجموعة الأولى منحني دفعة إضافية قبل بداية سباق مجموعتي، وأتمنى أن يرافقني على منصة التتويج". واعترف البحريني منصور بلال بأن الحظ وقف إلى جانبه اليوم ومنحه الفرصة التي كانت في طريقها للضياع، بعدما تأهل إلى الدور قبل النهائي. واحتل بلال المركز العاشر في المجموعة الأولى بالتصفيات، ولكن سعادته كانت طاغية بعد انتهاء فعاليات المجموعة الثالثة، حيث حصل على فرصة التأهل للدور قبل النهائي من خلال الزمن الذي حققه، والذي بلغ ثلاث دقائق و38 ثانية و59 جزءًا من الثانية. وتجدد أمل بلال في المنافسة على ميدالية أوليمبية، بشرط تقديمه لمستوى أفضل في الدور قبل النهائي ثم في النهائي، في حالة التأهل إليه. وقال بلال "أعددت نفسي جيدًا لهذا السباق، وكانت التحضيرات رائعة، ولكنني عانيت في الأيام الماضية من المرض، وكان هذا هو السبب في تراجعي إلى المركز العاشر". وأضاف "تأهلت للدور قبل النهائي من الباب الضيق، وأسعى حاليًا إلى تقديم عرض أفضل في قبل النهائي لبلوغ نهائي السباق، ووقتها يصبح كل شيء ممكنًا". وأعرب المغربي موستاوي عن سعادته البالغة بالتأهل للدور قبل النهائي، مشيرًا إلى أنه ليس راضيًا بشكل تام عن المركز الذي احتله في التصفيات التي أقيمت اليوم الجمعة، ويسعى إلى تحسين الأداء في الدور نصف النهائي. وتأهل موستاوي للدور قبل النهائي بعدما احتل المركز الثامن في المجموعة الأولى من التصفيات، ولكنه كان من أصحاب أفضل الأزمنة ليحجز مكانه في الدور التالي من الباب الضيق. وأوضح موستاوي، 27 عامًا، أنه قدم أداءً جيدًا على مدار نحو ثلاث دقائق في هذا السباق، ولكنه وجد صعوبة في اجتياز العدائين المتزاحمين عند الحارة الأولى الضيقة. وأضاف "سأحاول تغيير أدائي الخططي في الدور قبل النهائي للتغلب على هذه المشكلة. مجموعتنا في التصفيات كانت الأصعب، والدليل هو تأهل 11 عداءً منها، مقابل سبعة عدائين من المجموعة الثانية، وستة فقط من المجموعة الثالثة".