استأنفت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس برئاسة المستشار «مصطفى حسن عبدالله»، وسط حراسة أمنية مشددة، محاكمة المتهمين فى قضية قتل المتظاهرين يومى 2 و3 فبراير من العام الماضى، والمعروفة إعلاميا ب«موقعة الجمل»، وعلى رأسهم «صفوت الشريف، الأمين العام السابق للحزب الوطنى، وفتحى سرور، رئيس مجلس الشعب السابق، وعائشة عبدالهادى، وزيرة القوى العاملة»، و23 آخرون، من قيادات الحزب الوطنى المنحل، وفى غياب المحامى الشهير «مرتضى منصور»، المتهم العاشر فى القضية، والذى كان مطلوبا ضبطه وإحضاره، إلا أن الشرطة لم تتمكن من تنفيذ قرار رئيس المحكمة بالضبط والإحضار، لعدم تمكنها من تفتيش منزل «منصور» لوجود شقة به تخص زوج ابنته المستشار «هشام المراغى». وقبل بداية الجلسة نوه رئيس المحكمة إلى الصحفيين بتوخى الدقة فى كتابة «آيات الله» مشيرا أن بعض الصحف فى الجلسة السابقة كتبت «آيات الله» بطريقة غير صحيحة، ثم بدأت وقائع الجلسة فى الساعة الحادية عشرة، بإثبات حضور المتهمين جميعا، ما عدا «مرتضى منصور» وإيداعهم قفص الاتهام، وعند النداء على المتهمين صرخ «محمد عودة»: «أرجوك يا سيادة القاضى إعطينى دقيقة واحدة أتكلم فيها، علشان ما يبقاش ذنبى فى رقبتك قبل ما أموت» وقد استجاب له القاضى. حيث تسلمت المحكمة الأقراص المدمجة وال«سى ديهات» المرفقة بالقضية، وطلب الدفاع الحاضر مع المتهم أن يقوم المترجم بترجمة النص المكتوب بعد تفريغه حتى لاتخونه الكلمات وحتى لاتضطرب الترجمة ثم تكلم «محمدعودة» قائلا: « أعانى كثيرا من الأمراض وأنا واحد من 9 محبوسين احتياطيا، وأشهد الله أنى برىء، أليس هذا إخلالا لميزان العدالة ونظرة المجتمع إلى المحبوسين احتياطيا، وهناك 15 مطلقو الحرية، وهناك بعض المتهمين لا تقوى أجهزة الدولة على الإتيان بهم؟ أليس هذا إخلالا بميزان العدل؟» ثم اختتم كلامه ب«حسبى الله ونعم الوكيل، وأفوض أمرى إلى الله، إن الله بصير بالعباد». وطلب دفاع «مرتضى» برد المحكمة بأن هناك مشاحنات بين هيئة المحكمة والمتهم العاشر، ورد رئيس المحكمة بأن المحكمة لا تخاصم أحدا، قائلا: إن المحكمة ليس عندها غضاضة فى الرد، وإن هناك قضايا كثيرة تم رد المحكمة فيها، ثم قضت فيها نفس هيئة المحكمة. ثم طلبت المحكمة من الدفاع الأعذار التى تقدم لغياب المتهم، موضحا أن الأعذار المرضية فقط هى السبب فى غياب المتهم. وقال المحامى إن هناك بلاغات مقدمة ضد هيئة المحكمة، وإن وزير العدل انتدب المستشار «عبدالمعز إبراهيم» للتحقيق مع رئيس المحكمة. وقد ردت المحكمة: أنت لاتخاطبنى، ولكن من يخاطبنى هو المستشار «عبدالمعز». ثم تكلم المحامى المنتدب من نقابة المحامين للدفاع عن المتهمين المحامين، وهنا اعترض سعيد عبدالخالق رافضا أى دور للنقابة قائلا: «أنا مش طالب دور لنقابة المحامين، دورها معايا واضح»، وطلب الدفاع. من ثم دفع المحامى «رجائى عطية» دفاع المتهم ال13 «إبراهيم كامل» أما وإنه قد أبدى أحد الزملاء الحاضرين الآن أنه قدمت من النيابة العامة بجلسة ماضية تحقيقات تكميلية وأن التحقيقات التى أجرتها النيابة العامة، بخصوص المتهم العاشر والثالث والعشرين والخامس والعشرين، دليل كافٍ على أن المحكمة خرجت عن حياديتها تجاه المتهم العاشر، وأن المتهم العاشر لم يأخذ حقه من عدالة المحكمة، وأضاف أن الكلام على عهدة أحد الزملاء الحاضرين أن هناك بلاغات مقدمة ضد رئيس الهيئة من المتهم العاشر، وأشَّر السيد وزير العدل عليها بندب قاضٍ للتحقيق بمعرفة السيد المستشار رئيس محكمة الاستئناف - لذلك ألتمس من المحكمة، وأنتم فوق الجميع، أن تتنحى عن نظر تلك القضية. وهنا عجت المحكمةبالتصفيق من المحامين وأنصار «مرتضى منصور»، ثم هتفوا قائلين: «ارحل.. ارحل» وقام القاضى برفع الجلسة.