«وديع الصافى من القامات التى عندما تسقط ينطفئ ضوء الفن فى الوطن العربى».. كلمة رثاء قالها الملحن حلمى بكر للفنان الراحل وديع الصافى، أحد رواد الغناء العربى، الذى وافته المنية أمس الأول عن عمر يناهز 92 عاما. وأضاف «بكر»: «(وديع) لا يقل عن عمالقة الفن العربى مثل عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم ولن يعوض مرة أخرى؛ فهو المطرب العربى الذى كان بارعاً فى غناء كل المقامات الموسيقية بشكل غير طبيعى». وأضاف: «كان يحب الحياة ومتفائلا ولا أنسى آخر مقابلة له فى القاهرة عندما قال لى وقتها (أعتذر لك أنى لم أغنِّ من ألحانك)، فلم أجد فى حياتى شخصا متواضعا مثله». وقال محمد سلطان: «وديع الصافى من الأصوات التى لا تتكرر ولها تاريخ كبير يُحترم، ولم يكن هناك نصيب أن يجمعنا عمل فنى، لكن جمعتنا صداقة وكنا نلتقى فى لبنان بصحبة فايزة أحمد وعبدالسلام النابلسى وفريد الأطرش، وكان بسيطا ومتواضعا ويحب مصر». اللبنانى عاصى الحلانى يعتبر نفسه من المحظوظين الذين غنوا أمامه فى أغنية «الأمانة» منذ 3 أعوام: «أكثر ما أسعدنى أنها كانت من ألحانى، وأعتبره والدى وأبا لجميع اللبنانيين والعرب». فى حين قال التونسى صابر الرباعى: «أعزى العالم العربى بفقدان رمز من رموز الغناء العربى»، مضيفا أن من تعامل معه ويعرفه عن قرب لا يمكن أن ينسى طيبته وقلبه الحنون وحبه للناس. أما عصام كاريكا فقال: «تعرفت عليه من خلال الشاعرة السعودية سارة الهاجرى التى كتبت له آخر أعماله (يا بنتى) وعزمنى وقتها على العشاء فى منزله وتحدث معى عن مدى حبه لمصر وقال لى إنه يتمنى أن يعود إلى مصر ويغنى فى الأوبرا من جديد». وأخيرا الأب بطرس دانيال، مدير المركز الكاثوليكى للسينما، الذى سافر إلى لبنان لتكريم «الصافى» العام الماضى: «هذه كانت المرة الثانية التى أسافر فيها لتكريم (الصافى).. الأولى عن (مشوار نجم) الذى أُقيم فى بيروت منذ أربعة أعوام، والمرة الثانية العام الماضى وذهبت لزيارته بالمستشفى، وقمت بإهدائه درعاً تكريمية، وحكى لنا عن مغامراته فى مصر وكان يتابع الأحداث السياسية وتمنى أن تعود مصر مرة أخرى وتعبر أزماتها». توفى وديع الصافى فى مستشفى «بلمنصورية»، بعد تعرضه لوعكة صحية خلال وجوده فى منزل ابنه؛ حيث شعر بهبوط حاد فى الدورة الدموية، نُقل إثره إلى المستشفى، ولم تفلح جهود الأطباء فى إنقاذه، بسبب عدم تحمل القلب الإجراءات العلاجية، وفارق الحياة، وتقام مراسم الجنازة ظهر غد فى كاتدرائية مارجرجس فى وسط بيروت، على أن يتم تقبل التعازى يوم الأحد قبل الدفن وبعده فى صالون الكاتدرائية.