تعرض قناة "العربية" الفيلم الوثائقي الخاص "حكاية حرب أكتوبر" منذ التحضيرات الأولى لها. ويستعيد الفيلم ذي الإنتاج الفرنسي، تاريخ وصول أنور السادات إلى السلطة خلفا لجمال عبد الناصر، في الوقت الذي كانت فيه جولدا مائير تتولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية. ويَعرض الفيلم بدايةً مقاربة في تفكير كلّ من الطرفين في احتمالات نشوب حرب جديدة بعد أعوام قليلة على هزيمة 5 يونيو 1967، فالسادات يريد استعادة سيناء والأراضي المصرية المحتلة ملوّحا بالقوة، وجولدا مائير ترفض الدخول في أي نوع من التفاوض على الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل، ولا تعتقد أن العرب جادون في خوض حرب جديدة. يقسم الفيلم إلى جزأين، يتطرق أولهما إلى الأجواء والتحضيرات والتحركات السياسية والدبلوماسية التي جعلت فكرة شن حرب لتحرير سيناء واستعادة السيطرة على الملاحة في قناة السويس تختمر في رأس السادات، وتدفعه إلى التخطيط لها وإشراك القيادة السورية فيها، وكذلك تحركه باتجاه حليفه السوفييتي الذي لم يشجعه على المضي في فكرة الحرب، وبحثه مع أركان قيادته العسكرية ومع القيادة السورية سبل الدخول في حرب ناجحة، مع فشل كل المبادرات السلمية، كما يُظهر الجزء الأول عدم اكتراث الإسرائيليين بالتسريبات المتداولة عن احتمال إعلان الحرب من جانب السادات، وتعاملهم مع أشرف مروان الذي اتصل بهم من خلال سفارتهم في لندن كمخبر مقرب من دوائر القرار. وفي الجزء الثاني، يتابع المشاهد وقائع الحرب ومسارها العسكري على مدى 19 يوما، بدءا بتدمير خط بارليف وعبور قناة السويس، مرورا بمد الجسر الجوي بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وصولا إلى الهجوم الإسرائيلي المعاكس وفتح الثغرة في دفاعات الجيش المصري، ونجاح دبلوماسية هنري كيسينجر وزير الخارجية الأمريكي، في فرض وقف إطلاق نار بموافقة الأطراف جميعا، ما مهد لاحقا لعملية سلام، أسفرت عن توقيع اتفاقات كامب ديفيد وزيارة السادات التاريخية لإسرائيل، لينتهي الجزء الثاني بالإشارة إلى أن السلام ربما بدا ثمرة حرب 1973، لكنه فتح الباب أمام دخول جماعات أكثر راديكالية إلى الصراع في إسرائيل والعالم العربي، وكان من أماراته اغتيال السادات مطلع ثمانينات القرن الماضي. ويضمّ الفيلم مجموعة كبيرة من المقابلات مع مسؤولين عسكريين وجنود سابقين خاضوا الحرب من الجهتين المصرية والإسرائيلية، فضلا عن مسؤولين من الاتحاد السوفييتي السابق والولاياتالمتحدةالأمريكية. ويشير الفيلم إلى أن السلام بين مصر وإسرائيل فتح باب التطرف في الجانبين العربي والإسرائيلي، ومن علاماته الأولى وصول اليمين المتشدد إلى الحكم في إسرائيل (مناحيم بيجن)، واغتيال السادات على أيدي الجماعة الإسلامية.