السيد محمد الظواهرى.. الذى لا يمانع أن يطلق عليه لفظ إرهابى لأنه يرهب أعداء الله بما لا يخالف شرع الله!! لا يكتفى بالتباهى ب«الإرهاب» فى حواره الذى نشر بجريدة «الوطن» مع الزميل الصحفى مجدى أبوالليل.. ولكنه يكفر العلمانيين فى الجزء الأول من الحوار ويعتبر «أنهم أصحاب دين غير سماوى ويقفون أمام تطبيق شرع الله».. ثم يعود فى الجزء الثانى من الحوار المنشور يوم الأحد 29 يوليه ليقول: «هناك من يعيب علينا لأننا لم نكفر التيارات المخالفة لنا» (!!) «نحن لا نكفر إلا من كفره شرع الله، والاحتياط هو عدم التكفير» (!!) سبحان الله.. الاحتياط هو عدم التكفير.. بعد أن يعتبر أن «العلمانيين» أصحاب دين غير سماوى! هذه عينة من أفكار محمد الظواهرى وأمثاله ممن يصرون على وضع أنفسهم كأوصياء على البشر.. ويدعون أنهم يملكون القدرة على الحكم على ضمائر الناس، وبالتالى هم وحدهم الذين يقررون من هو المؤمن ومن هو الكافر.. بالرغم من أن الله سبحانه وتعالى احتفظ لنفسه وحده بهذا الأمر فى ثلاثة مواقع صريحة فى آيات القرآن البينات فيقول فى سورة النحل.. آية 125 «ادعُ إلى سبيل ربِّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن إنّ ربك هو أعلم بمن ضلَّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين». ويقول فى سورة النجم.. آية 30 «ذلك مبلغُهم من العلمِ إنّ ربَّك هو أعلم بمن ضلَّ عن سبيله وهو أعلمُ بمَن اهتدى». ويقول جل شأنه فى سورة القلم.. آية 70 «إن ربَّك هو أعلم بمن ضلَّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين». هل يفهم السيد محمد الظواهرى هذه الآيات؟! إن المخاطب فى كل هذه الآيات هو سيد الخلق أجمعين.. سيدنا محمد.. والمفهوم من هذه الآيات أن الله سبحانه وتعالى لم يطلع سيد الخلق على ضمائر الناس.. فكيف يجرؤ أمثال الظواهرى.. على الادعاء بامتلاكهم هذا الحق.. حق تكفير الآخرين. إنه فى هذا الحوار - الذى يجب أن يحاكم عليه - لا يكفر العلمانيين فقط.. إنه يكفر ملايين المسلمين الذين ذهبوا إلى صناديق الانتخاب أو الاستفتاء على الدستور؛ فعندما سأله المحرر عن موقفه من إشراك الشعب فى الحكم وعن سيادة الشعب.. رد قائلاً: «هذا شرك بالله وكفر ومضاد للإسلام، إن الحكم إلا لله، وما يحدث الآن من أننا نجعل الحكم للشعب مضاد للإسلام» (!!) هكذا بقلب بارد.. وعقل لا أعرف كيف وصل إلى هذه الصورة.. تصبح الديمقراطية شركاً والانتخابات كفراً.. وبالطبع فإن كل من يشارك فى هذا هو مشرك وكافر!! وإلا فليقل لنا محمد الظواهرى من هو المؤمن ومن هو الكافر من عشرات الملايين الذين شاركوا فى الانتخابات تحت فرضية أن السيادة للشعب.. سبحان الله.. إننى كلما اطلعت على مثل هذه الآراء.. أيقنت أننا نحتاج إلى معجزة سماوية لإنقاذ الإسلام من أمثال هؤلاء..