واصلت أجهزة الأمن، لليوم الثالث على التوالى، حصار قرية دهشور فى البدرشين، بعد أحداث العنف التى شهدتها، عقب دفن جثمان الشاب معاذ محمد أحمد، ضحية الاشتباكات بين مسلمين ومسحيين، فيما أعلن المتحدث باسم الرئاسة أن الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، أمر الأجهزة والجهات الأمنية بإخماد الفتنة. وانتقلت «الوطن» إلى القرية، أمس، ورصدت إغلاق المحال أبوابها، ووجود 12 سيارة شرطة ومدرعة أمام كنيسة مارجرجس التى اقتحمها قرابة 20 شخصاً من أهالى القرية مساء أمس الأول، واستدعت نيابة البدرشين أسرة المجنى عليه، وكشفت تحريات الأمن عن أن عدد المحرضين يتراوح بين 20 و30 من شباب القرية وجارٍ تحديد هوياتهم. وقال والد «معاذ» (مدير بشركة أغذية) ل«الوطن»، إن راعى كنيسة مارجرجس، القس عاطف عبدالسيد تسبب فى اشتعال الأحداث، ورفض مشاركة كبار عائلات القرية من المسلمين فى احتواء الفتنة، موضحاً أنه لن يترك دم ابنه يضيع هدراً وسيأخذ ثأره، رافضاً فى الوقت نفسه اقتحام الكنيسة، وقال إنه تعرض للإصابة وهو يدافع عن الكنيسة. وقال الدكتور ياسر على، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس محمد مرسى أجرى اتصالات هاتفية بجهات تنفيذية مختصة بمتابعة الأزمة، وأمر الجهات الأمنية والمحلية المختصة بالعمل على إخماد الفتنة. وقال محمد فايق، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، إنه جرى إرسال لجنة تقصى حقائق إلى موقع الأحداث، كما شكل مجلس الشورى لجنة للتوفيق بين الأهالى، وشكّل الأنبا ثيؤدوسيوس، أسقف عام الجيزة، وفداً لمقابلة رئيس الجمهورية، وطالب الأنبا باخوميوس، القائم مقام البابا، فى بيان للكنيسة الأرثوذكسية، بتأمين أقباط دهشور واتخاذ موقف حاسم من الاعتداءات التى وصفها ب«الصارخة». ونظم «ائتلاف أقباط مصر» وقفة احتجاجية ظهر أمس، شارك فيها مسيحيو دهشور المهجرون من قريتهم وناشطون، أمام مديرية أمن الجيزة، لرفض التهجير الطائفى للمسيحيين والاعتداء على ممتلكاتهم.