اعتبر دبلوماسيون أن زيارة الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى كاترين أشتون يمكن أن تمثل دعماً للحكومة المصرية والمسار الحالى لخارطة الطريق شريطة ألا تتدخل «أشتون» فيما يتعلق بطريقة تعامل الحكومة مع تنظيم الإخوان. وقال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه غير متحمس لمثل هذه الزيارات؛ لأن ما تحتاجه مصر هو وقوف الاتحاد الأوروبى بجانب السياسات والجهود الرامية لإعادة تنشيط الاقتصاد المصرى ومكافحة الإرهاب. وتابع: «على الأقل تصدر تصريحات تندد بالأعمال الإرهابية والعنف؛ لأنهم يطالبون فقط كل الأطراف بنبذ العنف، رغم أن هناك جهة واحدة تمارس العنف، لكن الأوروبيين يريدون إعادة دمج هذه الجهة فى الحياة السياسية مجدداً وإعطاءها قبلة الحياة». وتساءل «هريدى» مستنكراً: «ما مصير ال5 مليارات يورو لدعم الاقتصاد المصرى بعد يناير 2011؟ أما الحديث عن الشئون الداخلية فالشعب المصرى أقدر من أى طرف أجنبى على الاضطلاع بها». ووصف ناجى الغطريفى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، اللقاء المرتقب بين «أشتون» وكل من دكتور محمد على بشر، عضو مجلس شورى الإخوان، والدكتور عمرو دراج، عضو المكتب التنفيذى بحزب الحرية والعدالة، غدا، بمحاولة لإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء وإيجاد مخرج لجماعة للإخوان التى لفظها الشعب المصرى إلى النهاية. وأكد «الغطريفى» أن هذه المحاولة التى وصفها بالفاشلة قد تفقد الاتحاد الأوروبى مصداقيته أمام الشعب المصرى الذى لفظ «الإخوان» واعتبرها جماعة إرهابية. وقال «الغطريفى»: إنه لا بد للغرب، الذى يدعى حفاظه على الشرعية وحمايته لحقوق الإنسان، أن يعرف أن عزل «مرسى» كان أكبر احترام لإرادة الشعب المصرى والحفاظ على أراضيه وحمايته من التطرف، مشيرا إلى ما وصفه بالأضرار الجسيمة التى لحقت بعزله. واعتبر جمال بيومى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، زيارة «أشتون» فرصة جديدة لمصر تضيف إلى رصيد مجهوداتها الدبلوماسية لشرح الأوضاع الأمنية والخطوات التى تتخذها لتنفيذ خارطة الطريق. كما نفى «بيومى» إمكانية أن تتدخل «أشتون» فى مسألة الإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى وبقية قيادات الإخوان التى وصفها بالشأن الداخلى المصرى، لكنه لم يستبعد أن تتطرق إليها كمستمعة ليس أكثر.