هجوم كاسح تعرض له الفريق «سامى عنان» رئيس أركان حرب الجيش المصرى السابق، من جانب بعض الإعلاميين، بعد المذكرات التى نشرها عبر عدة صحف وبرامج «توك شو» ويكشف فيها عن موقفه من ثورة يناير 2011. وقد جاء نشر هذه المذكرات بعد أيام قليلة من الكلام الذى تردد عن ترشحه فى الانتخابات الرئاسية القادمة. فجأة ومن علوم الله بدأ بعض الإعلاميين فى نشر وإذاعة معلومات شديدة الخطورة والحساسية عن ثروة «عنان» -مرشح الأمريكان كما وصفوه- والأموال والأراضى والعقارات التى يحوزها أفراد أسرته!. ولست بصدد الحكم على مدى دقة هذه المعلومات، فالإعلاميون الذين رددوها أدرى بمدى مصداقية المصادر أو الجهات التى حصلوا عليها منها!. أمران فقط أريد أن أتوقف أمامهما فى هذا السياق، أولهما أن هناك جهة معينة تقف وراء طرح فكرة ترشح الفريق «عنان» للرئاسة، وثانيهما أن هذه الجهة بدأت تقع مع جهات أخرى ترتبط بمرشحين آخرين، بما ينبئ عن وقوع فتنة بين «الناس إللى فوق»، الذين يخططون لوراثة ملك مصر. لابد أن نسلم بداية أنه ليس من الوارد أن تكون فكرة الترشح قد لمعت من تلقاء نفسها فى ذهن الفريق «عنان»، لأنه -كرجل سبق أن كان جزءاً من مركب السلطة الحاكمة- يدرك ضرورة أن يكون لديه قوة أو جهة معينة تدعم ترشحه حتى تزداد حظوظه فى المنافسة على الكرسى. ولابد أن تكون هذه الجهة قادرة على حشد كتلة تصويتية معتبرة تؤيده، وقنوات إعلامية تروج وتسوق له، ورأس مال قادر على تمويل الكلفة الاقتصادية الكبيرة للمنافسة فى انتخابات رئاسية. إذن لا بد أن هناك قوة معينة تقف وراء «عنان»، وأتصور أن تحديد هذه القوة فى الولاياتالأمريكية ينطوى على قدر كبير من التسرع، لأن من يقف وراء «عنان» قوة داخلية قد يكون لها اتصال بالأمريكان، وهى ببساطة «فلول النظام المباركى»، فمن الصعب أن نتصور أن الإخوان هى التى تفعل، لأن الفريق هاجمها بشدة فى مذكراته، كما أن هجوم المؤسسة العسكرية عليه بعد نشر مذكراته يشهد على أنها لا تقف وراءه، من يبقى بعد ذلك سوى «فلول مبارك»؟!. أما مسألة الفتنة بين «الناس إللى فوق» فقد أصبحت واضحة تشهد عليها العديد من البينات والمؤشرات، أبرزها المعلومات التى بدأت تتسرب عن ثروة عنان، والأرقام الفلكية التى يحوزها بعد ترك منصبه كرئيس للأركان، ومن المؤكد أنها سوف تطلق العنان لخيال المصريين ليقدروا حجم ثروة القادة الأعلى رتبة ومنصباً من الفريق «عنان»!، وسوف تغرى فى الوقت نفسه بعض الجهات التى تتبرع لإعلاميين بعينهم بالمعلومات بكلام كثير حول ثروات المنافسين ل«عنان»، وتجيب عن بعض علامات الاستفهام المتعلقة بهم. ويعنى ذلك أن الأيام القادمة يمكن أن تشهد العديد من المفاجآت التى ترتبط بزيادة لهيب نار الفتنة بين المتنافسين على «تورتة مصر»، وسوف يصب ذلك فى النهاية فى مصلحة هذا الشعب الصابر الذى سوف ينتصر فى النهاية على من غدروه!.