شهدت المملكة العربية السعودية، مساء أمس للمرة الأولى في تاريخها، حفلاً فنياً لدار الأوبرا المصرية، أحياه 45 فنانا من فرقة الموسيقى العربية في مركز الملك فهد الثقافي، حضره وزيرا ثقافة البلدين الدكتور عواد بن صالح العواد، والدكتورة ايناس عبدالدايم، وسط حضور ثلاثة الاف مشاهد من الجاليات المصرية والعربية والسعوديين. وانطلقت الفعاليات من البهو الرئيسي لمركز الملك فهد الثافي، بافتتاح معرض يضم 60 صورة فوتوغرافية نادرة توثق لتاريخ الأوبرا القديمة والجديدة، ويسرد للجمهور رحلتها الطويلة التي تقترب من قرن ونصف القرن من الزمان، بعدها انتقل الحضور إلى القاعة الكبرى لمتابعة الاحتفال الفني الذي بدأ بكلمة للدكتور عواد بن صالح العواد وزيرالثقافة والاعلام السعودي، عبر خلالها عن سعادته باستضافة وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم، وصحبها من المثقفين والفنانين والإعلاميين من مصر الفنون والأصالة والإبداع، مردداً :"أهلًا ومرحبًا بكم في وطنكم الثاني المملكة العربية السعودية الذي يتشرف بكم في أمسية فنية تروي الذائقة السمعية والبصرية لدى الحضور والمتابعين ضمن ليالي الأوبرا المصرية". وأشار عواد، إلى أن استضافة حفلي فرقة الموسيقى العربية التابعة لدار الأوبرا المصرية، هو تأكيد على ما تحظى به العلاقات الأخوية بين المملكة العربية السعودية وشقيقتها جمهورية مصر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، من تميُّز في كافة المجالات، ومنها الثقافي والفني الذي يلامس دائمًا بقوته الإبداعية مشاعر الشعوب والمجتمعات، ويعزز رسائل المحبة والسعادة والسلام. من ناحيتها، أكدت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة في كلمتها على تعزيز التواصل الثقافي بين مصر والمملكة العربية السعودية باعتبارهما صمام أمان للهوية العربية، وتأكيد على قدرة القوة الناعمة في التنمية الشاملة لشعوبنا، ما يؤدي إلى الأمن الفكري وينعكس إيجاباً علي البلدين، مشيدة بالخطوات السريعة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في الأونه الأخيرة. وأشادت بالخطوات السريعة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في الأونة الأخيرة واستهدفت الاهتمام برسم مسارات جديدة في الجانب الثقافي والفني، ما جعلها قادرة على إظهار حضارتها مع أشقائها خاصة مصر، لما يربطهما من علاقات متجذرة تنمو بصورة مستمرة، كون الفاعليات الثقافية والفنية بين البلدين أصبحت حاضرة بقوه في المشهد الثقافي العربي. واعتبرت وزيرة الثقافة المصرية، مبادرة الانفتاح الثقافي على المستوى الرسمي المتمثل في أجهزة الدولتين يمنح علاقاتهما على المستويات كافة، أفقاً أكثر رحابة وتؤدي إلى حراكاً متنوعاً يعود بفوائد كبيرة على الشعبين المصري والسعودي مرددة: "اعتبر إقامة حفلي الأوبرا المصرية بمركز الملك فهد الثقافي هي بداية وانطلاقة لدعم وتعزيز والتبادل الثقافي والفني بين مصر والسعودية، باعتبارهما صمام الأمان للعروبة والهوية العربية، حيث الاستقرار والتنميه والأمن الفكري". وعزفت فرقة الموسيقى العربية مجموعة من الأغاني العربية على أنغام الجيتار للفنان وحيد ممدوح، الذي عزف لشادية "على عش الحب"، و"إن راح منك يا عين". وتألقت المطربة نهاد فتحي في أغنيتي، علي اليادي، يا أعز من عيني، ثم شاركت المطرب أحمد عفت دويتو "حاجة غريبة"، استكمل بعدها عفت فقرته الغنائية والتي تفاعل معها الجمهور عندما تغني برائعتي العندليب الراحل عبدالحليم حافظ "علي قد الشوق"، و"موعود"، التي رددها معه الجمهور بعدها عزف الفنان حمادة النجار على البيانو كلاسيكيات من زمن الفن الجميل، صاحبه الجمهور بالغناء في إشارة إلى التأثير الإيجابي للموسيقى على ثقافات الشعوب، ثم تغنى أحمد عصام ب"مضناك أي والله". واختتمت الحفل صاحبة الصوت "الكلثومي" مي فاروق، وشدت لكوكب الشرق "مصر التي في خاطري"، بمناسبة أعياد تحرير سيناء، وإهداء للجنود البواسل وشمس الأصيل، وأنت الحب. واختتم الاحتفال الذي استمر لأكثر من ثلاث ساعات بمشاركة جميع المطربين، أحلف بسماها، وسط صيحات الجماهير التي هزت أرجاء المسرح بهتافات "تحيا مصر والسعودية"