أطلق صوماليون مقيمون في العاصمة الكينية نيروبي حملة للتبرع بالدم لضحايا الهجوم المسلح الذي شنته حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية على مركز تجاري بنيروبي بداية الأسبوع، والذي أودى بحياة 62 شخصاً على الأقل وإصابة عشرات آخرين. وبحسب الصليب الأحمر الكيني، فإن المستشفيات تعاني من غياب بنوك للدم نتيجة استقبالهم لأعداد كبيرة من المصابين الذين وقعوا إثر الهجوم، والذين ما زال بعضهم يخضع لعمليات جراحية تستلزم وحدات إضافية من الدم. آمنة محمد عبدي، صومالية مقيمة في نيروبي، قالت إنها "تبرعت بنصف لتر من دمها، تضامناً مع المصابين في الهجوم، مشيرة إلى أنها مستعدة لتقديم مزيد من الدماء إذا "تطلب الأمر". وبحسب المواطنة الصومالية، فإن عدداً كبيراً من أبناء الجالية الصومالية في نيروبي توجهوا إلى المستشفيات للتبرع بالدم، تأكيداً منهم على أن "الشعبين الصومالي والكيني أخوة". بدوره تبرع السفير الصومالي لدى نيروبي، محمد على، بنصف لتر من الدم، تضامناً مع ضحايا العنف، فيما تناقلت مواقع التواصل الإجتماعي على شبكة الإنترنت صوراً تعود للسفير لدى تواجده في صالة المستشفى للتبرع بالدم . ويقول عمر موسي، تاجر صومالي، إنه "أغلق محله التجاري وذهب إلى المستشفى القريب منه للتبرع بالدم، لافتاً إلى أن الجالية قدمت أيضاً مساعدات غذائية للمستشفيات. و"لأن الدم أغلى شيء على الإنسان" كما يقول عمر، فإن حملة التبرع بالدم جاءت ك"دليل واضح على مدى وقوف الشعب الصومالي إلى جانب الشعب الكيني". وعلى الرغم من تلك المشاعر التي يبديها الصوماليون تجاه مواطني الدولة المضيفة، إلا أنهم يعيشون حالة من القلق والخوف بعد الهجوم المسلح الذي تبنته "حركة الشباب المجاهدين" خوفاً من أي تداعيات قد تطرأ على نمط معيشتهم وتجارتهم في كينيا بعد حسم الهجوم. عن حالة الخوف هذه ، يتحدث محمد جيلي، وهو مواطن صومالي، قائلاً:" نحن نخاف من وقع هجمات انتقامية، وحملة أمنية كينية تستهدف الصوماليين عموماً، وهذه مرحلة صعبة يواجهها الصوماليون" . أما محمد أحمد، قيقول هو الآخر"إنه ومعظم زملائه لايستطيعون الذهاب إلى الأماكان التي كان يرتادونها في بعض الأحيان، خوفاً من تعرضهم لاستهداف من الكينيين". وأشار محمد إلى أنه "تعرض مؤخراً لهجوم بعدما ألقى مسلحون قنبلة يدوية على كنيسة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من بين المصلين". وبحسب محمد، فإن "هذا الخوف ينتاب أبناء الجالية الصومالية، مرجحاً أن "يؤجج الهجوم الأخير على نيروبي نار الغضب الكيني اتجاه الجاليات الأجنبية الموجودة في كينيا". من جهته، دعا رئيس غرفة التجارة الصومالية، حسين جوليد، في تصريحات إذاعية محلية، التجار والجالية الصومالية إلى ضبط النفس وعدم إغلاق المحال التجارية وعدم الإسراع إلى مغادرة البلد؛ لأن هذه الإجراءت ستثير شكوك السلطات الأمنية الكينية. على حد قوله. كان عدد من المسلحين اقتحموا مركز "ويست غيت" التجاري في العاصمة الكينية، ظهر السبت، مستخدمين قنابل يدوية، وأسلحة رشاشة؛ ما أدى لمقتل 62 على الأقل. وأعلنت "حركة الشباب المجاهدين" في الصومال، مساء نفس اليوم، مسؤوليتها عن الهجوم المسلح، مهددة بمزيد من الهجمات. وأضافت أن نيروبي لن تنعم بالأمن والاستقرار حتى تسحب كينيا قواتها من الصومال. ودخلت وحدات من الجيش الكيني الأراضي الصومالية نهاية 2011 لإبعاد ما أسمته بخطر حركة الشباب عن مناطق الحدود.