أجرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقييما لأداء الرئيس المصري محمد مرسي خلال شهره الأول في الرئاسة، معتبرة أنه تجنب القيام بأي خطوة إسلامية علنية تثير مخاوف الولاياتالمتحدة والعالم وكذلك أعضاء المجلس العسكري رغم تعهده خلال حملته الانتخابية بتطبيق الشريعة الإسلامية ورفعه لشعار "الإسلام هو الحل". وقالت الصحيفة إن الرئيس مرسي لم يتخل خلال حملته الانتخابية عن شعار جماعة الإخوان المسلمين "الإسلام هو الحل"، كما أوضح أن أحكام الشريعة الإسلامية ستكون الدعامة الأساسية للجهاز القضائي في مصر، ولكنه منذ أن حلف اليمين كأول رئيس إسلامي لأكبر دولة عربية تجنب القيام بأي خطوة تؤكد مخاوف الأمريكيين والغرب من صعود التيارات الإسلامية في مصر. ومع ذلك، ترى الصحيفة أنه لا يجب التسرع في الحكم على أداء مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، لأن الإخوان – من وجهة نظرها – يخططون للمدى البعيد، ويفضلون إحداث تغييرات بصورة بطيئة بدلا من القيام بالعمليات الخاطفة، كما أن أي خطوة غير محسوبة من جانب مرسي قد تعطي الذريعة لجنرالات الجيش لفرض قيود جديدة على الحكومة الجديدة. وترجح الصحيفة أن مرسي يبذل قصارى جهده لتهدئة المخاوف من التغيرات التي ستحدثها التيارات الإسلامية على المجتمع المصري، فقد أوفى بوعده واستقال من الجماعة وحزب الحرية والعدالة واختار هشام قنديل، التكنوقراطي المعتدل، رئيسا للحكومة، كما التقى زعماء من الأقباط، رغم تصريحاته السابقة الرافضة لتولي مسيحي أو امرأة لرئاسة مصر، وحرص على الاشادة بالجيش كحامي الديمقراطية المصرية الحديثة. أما على الصعيد الخارجي فترى الصحيفة أن المواقف العلنية للرئيس مرسي تختلف تماما عن مواقف الجماعة عندما كانت خارج السلطة، بدليل حرص مرسي على لقاء رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن قبل لقائه مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وامتناعه عن طرح موضوع فتح الحدود بصورة علنية، رغم مطالبة الجماعة في الماضي بفتح الحدود بين مصر وقطاع غزة للتخفيف على الفلسطينيين. وأضافت الصحيفة أن رئيس حكومة حماس في غزة إسماعيل هنية، الذي زار القاهرة الأسبوع الماضي، غادرها خالي الوفاض، رغم أنه أعرب عن أمله في تلقي حماس العون من التيارات الإسلامية في مصر. وحول تشكيلة الحكومة الجديدة أشارت الصحيفة إلى أن مرسي لم يعين حتى الآن سوى عضو واحد في حكومته هو رئيسها، أما اختيار باقي الوزاراء فيمثل بلا شك اختبارا لوعوده الانتخابية بإقامة حكومة وحدة وطنية تضم كافة أطياف المجتمع وتقضي على مخاوف القوى السياسية المعارضة للحكم الإسلامي، وهي المخاوف التي اتضحت بقوة خلال زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لمصر. وأشارت الصحيفة إلى أن مرسي يتجنب أيضا اتخاذ أو مناقشة خطوات تتعلق بالصعيد الاجتماعي، حيث لم يتم تجريم الخمور، ولم تصدر دعوات لتغيير طابع زي المواطنين، ولم يتم حظر سماع الأغاني، كما لم يعاد النظر في اتفاقية السلام مع إسرائيل، ولكنها استدركت تقول إن كل هذه الأمور غير ممكنة الحدوث حاليا بسبب حل البرلمان، ذي الأغلبية الإسلامية.