بعد 35 يوماً من «الغياب» عادت «الدولة» من جديد إلى كرداسة أمس.. وفرضت هيبتها وسيطرتها، بعد أن حولت عناصر مسلحة هذه المدينة التجارية إلى «وكر».. بدأت أعماله الإجرامية ظهر 14 أغسطس الماضى، بعد ساعات من فض اعتصام رابعة ب«مجزرة بشرية» فى كرداسة.. انتهت بسحل وخطف وطعن وتعذيب وقتل 13 من ضباط وأفراد الشرطة. منذ وقوع المجزرة، التى جرت تفاصيلها الإرهابية ب«دم بارد»، ودون رحمة وسجلتها كاميرات الفيديو.. التى سجلت اللحظات الدموية.. وتوصلت أجهزة الأمن إلى أسماء المتهمين وأدوارهم، من خلال هذه الصور واللقطات، وأمرت النيابة بضبطهم وإحضارهم.. وكان الجميع يتساءل.. متى يقتحمون كرداسة؟ بعد 35 يوماً.. عادت «كرداسة» إلى الدولة.. وفرضت قوات الجيش والشرطة سيطرتها الكاملة، بعد الاقتحام والحصار والمداهمة، التى تمت فى السادسة من صباح الأمس.. كرداسة التى تضم 150 ألف نسمة، ينتمون لعائلات كثيرة، «بريئة» من إرهابيين مسلحين وجهاديين وعناصر إخوانية.. دبرت ونفذت وسحلت وقتلت الضباط والأفراد.. عندما تطالع فيديو تعذيب وسحل وقتل أفراد الشرطة على أيدى المتهمين.. عندما تشاهد واحدا من الضحايا والموت يقترب منه.. ويرفع يده طالبا من «قاتليه» أن يشرب كوباً من الماء.. ويأتيه الرد ب«صفعات» على الوجه.. وطلقات رصاص تكتب السطر الأخير فى حياته.. عندما ترى لحظات السب والقتل واللعن والسحل، تقول إن الشرطة سوف تنتقم.. وجاءت لحظة الاقتحام.. وهاجم المسلحون قوات الشرطة بالرصاص.. وألقوا قنابل بدائية.. ولم يسقط قتيل واحد من المتهمين المسلحين.. ضبطتهم أجهزة الأمن ووضعتهم فى سيارات الشرطة.. دون صفعة واحدة.. مثل الصفعة التى تلقاها شرطى يوم «مجزرة كرداسة» عندما طلب بعض الماء من «القاتلين».. وجاء ردهم بالرصاص.. الشرطة كانت حريصة على ألا تقتل أحدا.. وألا تكون المعاملة بالمثل.. «معاملة القتل والسحل».. كانت معاملة ب«القانون».. لا «معاملة دم».