استهدفت غارات مدينة دوما، السبت، آخر جيب للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، موقعة ثلاثين قتيلا على الأقل، غداة استئناف الجيش السوري هجومه للضغط على المقاتلين للانسحاب، ليستعيد بالنتيجة كل المنطقة الواقعة قرب دمشق. وأسفر تجدد الغارات، السبت، عن مقتل "ثلاثين مدنيًا على الأقل بينهم ثمانية أطفال"، وفق المرصد، وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل تسعة أشخاص السبت. وقال المتحدث باسم جيش الإسلام، حمزة بيرقدار، إنّ "المفاوضات لم تتوقف بعد، ونسعى لوقف المجازر التي يرتكبها النظام والروس بحق أهالي دوما". بدوره قال مسؤول المركز الروسي للمصالحة في سوريا، يوري ايفتوشينكو، لوكالات أنباء روسية، إنّ "المتطرفين من مقاتلي جيش الإسلام بقيادة زعيمهم الجديد ابو قصي ينتهكون تطبيق الاتفاقات ويمنعون خروج المدنيين والمقاتلين مع أفراد عائلاتهم من مدينة دوما". وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى إصابة 11 شخصًا، السبت، بحالات اختناق إثر قصف جوي لقوات النظام على مدينة دوما، وهو ما سارعت دمشق إلى نفيه. وإثرَ عملية عسكرية جوية وبرية واتفاقي إجلاء مقاتلين من الغوطة الشرقية، التي بقيت لسنوات معقلاً لفصائل المعارضة الأبرز قرب دمشق، تمكنت قوات النظام من السيطرة على 95 في المئة من المنطقة. وبقيت دوما وحدها تحت سيطرة فصيل جيش الإسلام، الذي دخل في مفاوضات مع موسكو نأت بالمدينة عن التصعيد العسكري، خلال الأيام العشر الماضية. ورغم إعلان موسكو "اتفاقا مبدئيا" لإجلاء مقاتلي جيش الاسلام من دون أن يؤكّده الأخير، ثم تطبيق جزء بسيط منه بداية الأسبوع، استمرت المفاوضات في محاولة من كلا الطرفين لفرض مزيد من الشروط.