مع بدء العد التنازلي للانتخابات التشريعية في ألمانيا، التي ستجرى الأحد المقبل، يختلف الناخبون الألمان من أصول أجنبية والبالغ عددهم 5 ملايين في دوافعهم لاختيار مرشحيهم في البرلمان الألماني "لبوندستاج" حيث غالبا ما يصوت هؤلاء للأحزاب التي تسعى إلى تحسين ظروفهم واندماجهم في وطنهم الجديد. وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أنه يحق لنحو ثلث عدد المواطنين من أصول أجنبية في ألمانيا الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهي نسبة في تزايد مستمر بسبب ارتفاع أعداد الأجانب الحاصلين على الجنسية الألمانية، حيث بلغ عددهم أكثر من مائة ألف عام 2011. وذكرت هيئة الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله" أن إقبال الناخبين من أصول أجنبية على صناديق الاقتراع غالبا ما يكون ضعيفا مقارنة بالشرائح الاجتماعية الأخرى، حيث وصلت نسبة المشاركة في انتخابات عام 2011 إلي نحو 3. 72% في حين بلغت نسبة التصويت لدى المواطنين الألمان الأصليين 5. 81% وذلك وفقا لدراسة قام بها المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين الألماني. وأوضحت الدراسة أن ميول المواطنين الألمان من أصول أجنبية بشأن منح أصواتهم للمرشحين أصبحت تتغير من جيل لآخر، حيث تشير البيانات عام 2011 إلى أن 18% من أبناء الجيل الثاني من المهاجرين يفضلون التصويت لحزب الخضر بينما يرغب 40% منهم للتصويت للحزب الديمقراطي الاشتراكي أو الحزب الديمقراطي المسيحي، وبالتالي فلا تختلف نسبهم عن نسب غيرهم من الناخبين. كما أن الناخبين الألمان من أصول عربية يعدون من المجموعات غير المنسجمة التي تتحكم عدة عوامل في أصواتها في الانتخابات البرلمانية من بينها النظرة لاندماج الأجانب في المجتمع الألماني والسياسة الخارجية الألمانية إزاء الدول العربية. ويميل الألمان من أصول عربية ومن ذوي الدخل الجيد إلي التصويت لصالح حزب المستشارة ميركل التي استطاعت قيادة ألمانيا بأداء جيد خلال الأزمة الاقتصادية التي كانت تعصف بدول أوروبية عديدة. ويؤيد هذا الرأي عمر كامل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة لايبزغ الألمانية، الذي قال "إن العرب من أبناء الجيل الثاني مندمجون بشكل أقوى وينتخبون بشكل مشابه للألمان الذين يميلون إلى تأييد الأحزاب بنسب مختلفة على أساس برامجها ووعودها المتعلقة بضمان مستوى المعيشة فضلا عن وجود عوامل أخرى تحدد الخيارات الانتخابية كالعدالة الاجتماعية".