انهار عقار مكون من 4 طوابق بمنطقة حدائق القبة مساء الجمعة، وتم إنقاذ موظف وزوجته وابنته 10 سنوات، فيما توفى الابن الثاني للأسرة "عبد الحميد" 11عاما، كان متواجدا مع أسرته في الطابق الرابع بالعقار. انتقلت "الوطن" إلى المستشفى، وعاشت آلام المصابين لتجد سيدة مرتدية عباءة سوداء، تجلس على كرسي متحرك، وصدمة ما جرى لعائلتها، يظهر على وجهها، إنها والدة عبد الحميد أحمد عبد الحميد، الطفل فقيد الحادث. في نهاية الغرفة رقم "506" تجد الوالد في العقد الرابع من عمره، مستلقٍ على السرير، وعلى وجهه آثار كدمات، ودماء تغطي الجزء الأسفل من وجهه، ويضع رقبة صناعية بسبب كسر الفقرة العنقية الأولى، العائلة بأكملها لم تتخيل ما حدث، المشهد بداخل الغرفة، المخصصة لمُصابي حادث انهيار عقار حدائق القبة، مليء بالحزن والألم، مكث الأبوين في الغرفة، وظل ولدهم وحيدا، داخل ثلاجة مشرحة المستشفى، فيما اصطحب أحد الأقارب الابنة المُصابة بكسر في قدمها إلى منزله. في الطابق الأرضي بالمستشفى، تجد "المشرحة"، وتقف أمامها إحدى العاملات بالمستشفى، لتصطدمك بإخراج جثمان الطفل "عبد الحميد" من الثلاجة، هذا الشهيق الذي يخطف أنفاسك، عندما ترى طفل في الحادية عشرة من عمره، وما زالت آثار الاختناق تبدو على رقبته، ودماء يابسة فوق شفتيه، وتؤكد لنا العاملة أن الطفل لقي حتفه إثر الاختناق بغبار الانهيار، ثم تُسرع في إعادة "عبد الحميد" إلى الثلاجة وإغلاقها. كان الأب "أحمد عبد الحميد" وصل مع أسرته إلى القاهرة منذ يومين فقط، في إجازة بعد شهر بدولة اليمن، حيث يعمل محاسب بإحدى المؤسسات، عادت الأسرة إلى شقتها بالعقار رقم 6، بحارة هلال محمود المتفرعة من شارع الخليج المصري بدير الملاك ب"حدائق القبة"، ولم يعلموا ماذا يخبئ لهم القدر، بمجرد وصول الأسرة إلى العقار، علم الأب أن سُكان الطابق الأول يجرون ترميمات بشقتهم، استعدادًا لزواج ابنهم "ضياء"، اندهش "أحمد" لما يفعلونه بالعقار القديم. صعد الأب وأسرته إلى شقتهم بالطابق الرابع، ليُدهشهم خلو العقار عليهم وسكان الطابق الأول، حيث ترك جارهم بالطابق الرابع شقته في الوقت الذي بدأت العجوز وابنها عمل الترميمات بالدور الأول؛ خوفًا من انهيار العقار، خاصة أن الساكن لم يجد حل آخر بعد أن اشتكى للمالك لكن دون جدوى، استمر عمل الترميمات دون النظر إلى عُمر العقار والآثار التي قد تسببها، حتى انهار في الساعة التاسعة والنصف من مساء الجمعة. احتشد أهالي المنطقة محاولين انتشال السكان من أسفل أنقاض العقار، الذي أسفر عن إصابة أحمد عبد الحميد، بكسر في الفقرة العُنقية الأولى، وابنته "نوران" صاحبة ال8 سنوات بكسر بقدمها، وإصابة زوجته "يمنية الجنسية" بإغماء وانهيار عصبي إثر سقوط العقار، حاول الجميع وقبلهم الأسرة، البحث عن الطفل "عبدالحميد"، وبعد قدوم سيارات الإنقاذ تم العثور على جثمان "عبد الحميد" وقد فارق الحياة. استقبلت مستشفى الزيتون التخصصي الأربع حالات، في قسم الاستقبال والطوارئ في الساعة الحادية عشرة مساءً، وتم إسعاف "نوران" بعمل جبيرة، وتم إسعاف الوالد وفحصه، وتم حجزه بالغرفة مع زوجته التي انهارت فور وقوع الحادث، وتم نقل الطفل "عبد الحميد" إلى مشرحة المستشفى، وأوضح الفحص المبدئي، أن وفاته إثر اختناق من غبار انهيار العقار، فيما تم القبض على العجوز وابنها وصاحب العقار للتحقيق معهم، في الوقت الذي قام رجال النيابة بالذهاب إلى المستشفى لأخذ أقوال الأب والزوجة.