هاجم أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة، الحركات الإسلامية فى مصر وعلى رأسها تنظيم الإخوان، بدعوى قبولهم ب«الطريق الديمقراطى»، الذى أثبت فشله فى التغيير، وورطهم فى «العلمانية وجعلهم يتنازلون عن حاكمية الشريعة»، حسب قوله. وقال فى كلمة مسجلة بثتها مؤسسة «الملاحم» التابعة للقاعدة أمس، تحت عنوان «الإيمان يصرع الاستكبار»: «لقد خضتم كل الانتخابات والاستفتاءات، وفزتم فيها، وفى النهاية ماذا حدث؟ انتزعت منكم العلمانية العسكرية الحكم بقوة المدافع والدبابات، وألقت بالآلاف فى السجون، وقتلت المئات فى الشوارع». وأضاف فى رسالته التى جاءت بمناسبة مرور 12 عاما على هجمات 11 سبتمبر: «لقد أقررتم بحاكمية الجماهير، وتنازلتم عن حاكمية الشريعة، ولن يتنازلوا لكم، وتقاربتم معهم، ونفروا منكم، وقبلتم بهم مواطنين فى الدولة القومية العلمانية ورفضوكم، وتواضعتم لهم، وتكبروا عليكم، لقد خضعتم لقوة القانون العلمانى فقابلوكم بقانون القوة العلمانية». وتابع «الظواهرى»: «إن بطش العلمانية العسكرية بالاحتجاجات والمظاهرات، وقتل المئات، وسجن الآلاف، والاعتداء على الحرمات والمساجد، قد أسقط كل التبريرات الواهية، والفتاوى الضعيفة، التى سيقت لتبرير التنازل عن حاكمية الشريعة، والقبول بإنشاء أحزاب على أساس غير دينى، والموافقة على دستور علمانى، وعلى انتخابات لا تقوم على التحاكم للشرع، ولكن على السيادة للشعب، فلقد هشمت جنازير الدبابات، ومزق الرصاص، تلك الدعاوى والفتاوى الكرتونية، التى تؤدى لضياع الدين وخسارة الدنيا». وخاطب تنظيم الإخوان، قائلا: «ما زلت أذكر المتحدث باسم الإخوان، وهو يقول: إننا لن نطالب بتغيير نص المادة الثانية من الدستور حرصا على التوافق الوطنى، فماذا كانت نتيجة هذا الحرص على ذلك التوافق الوطنى مع العلمانيين والصليبيين والمتأمركين؟!.. كانت نتيجة ذلك الحرص حرص أولئك على سحل التيار الإسلامى وسحقه وقتله وقهره وسجنه». وتابع مخاطبا الإخوان: «لقد طالبكم الإمام حسن البنا بخوض معركة المصحف، وخضتم بلا مصحف معركة الدستور العلمانى، والانتماء الوطنى، والولاء لحدود سايكس بيكو.. فلا نصرتم المصحف، ولا انتصرتم فى معركتكم». واستطرد «الظواهرى»: «إن مجزرة رابعة العدوية والنهضة والحرس الجمهورى، واعتقال الآلاف، وقصف المجاهدين بطائرة دون طيار فى سيناء.. . وأضاف: إن الجرائم الوحشية التى قوبلت بها الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات لم تكن موجهة للإخوان، ولا لمن معهم، ولكنها كانت موجهة ضد التوجه الإسلامى فى مصر مهما كان هذا التوجه قاصرا أو ضعيفا أو منقوصا.. هذه هى الحقيقة التى يجب أن ندركها لأن أعداءنا يدركونها جيدا.. إن أعداءنا الأمريكان الصليبيين وأذيالهم فى مصر يدركون خطورة كل من يرفع شعار الإسلام ومن يدعو للتجمع حوله مهما كانت هذه الدعوة ضعيفة أو منقوصة». ووجه زعيم تنظيم القاعدة حديثه إلى الإسلاميين فى مصر متسائلا: «أما آن لنا أن نعود لمعركة المصحف، فنتحد حول كلمة التوحيد، لنطالب بحاكمية الشريعة، وبالانتماء إلى أخوة الإسلام وبوحدة ديار المسلمين.. أما آن لنا أن نكف عن دائرة العبث التى تؤدى للفشل، أما آن لنا ألا نطيع من يريد أن يكرر تلك الدائرة دون عظة ولا عبرة.. أما آن لنا أن نقول لهم كفى عبثا، كفى فشلا.. أما آن لنا أن نتحد جميعا حول كلمة التوحيد وأن نشن دعوة نضحى فيها بالغالى والنفيس حتى تعلو الشريعة حاكمة فى بلادنا فوق كل حاكم وكل طاغوت».