على وقع هتاف: «لا إله إلا الله.. الإخوان أعداء الله».. شيّع الآلاف من أبناء قرية المراشدة والقرى المجاورة لها، بمركز الوقف بمحافظة قنا، فجر أمس، جثمان المجند على عبدالله أحمد، الذى استشهد فى هجوم إرهابى على كمين «تل سلام»، شرق قناةالسويس، بمحافظة الإسماعيلية. «الوطن» عاشت مع أسرة الشهيد هذه اللحظات العصيبة، والتقت الضابط، مرافق جثمان الشهيد، ووالدته وأشقاءه، الذين حمّلوا جماعة الإخوان مسئولية استشهاده واستشهاد رجال القوات المسلحة والشرطة فى أنحاء الجمهورية، منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسى. الضابط المرافق لجثمان الشهيد قال ل«الوطن»: «على» كان يتمنى الموت شهيداً دفاعاً عن وطنه، إما أمام العدو الإسرائيلى أو الإرهاب، مُثمنا انضباطه والتزامه الأخلاقى، أثناء فترة تجنيده، فيما ظلت والدة الشهيد تبكى على قبره، مرددة: «يا على يا ولدى.. أنا لسه ما فرحتش بيك.. أنا لسه ما جوزتكش، سيبتنى لمين يا ولدى؟»، كما انتابت شقيقه حالة هستيرية أثناء الجنازة، وظل يردد: «فى سبيل الله يا أخويا، حسبى الله ونعم الوكيل»، مطالبا الجيش والحكومة باعتقال قيادات جماعة الإخوان وجميع المتورطين فى عمليات العنف. وانقبضت قلوب المشيعين عندما سمعوا بكاء شقيقه الأصغر «عبدالحى»، ذى ال10 سنوات، الذى كان يردد: «أنا مستنيك يا على تجيب لى لبس المدارس زى كل سنة، ما تسيبنيش.. تبقى انت وأبويا.. لأ»، ثم أُغمى عليه. أما أحمد المراشدى، ابن خالته، الذى زامله فى الدراسة من الابتدائى حتى تخرجا معا فى معهد الخدمة الاجتماعية، فقال: «على» كان صاحب صاحبه، وكان حريصا على تذويب الخلافات بين المتخاصمين من أصدقائه فى القرية، وكان على خُلق وكان يتمنى أن يزوج شقيقاته الثلاث قبل زواجه. والشهيد، ذو ال23 عاما، تخرج العام الماضى فى معهد الخدمة الاجتماعية، وتوفى والده قبل 6 سنوات، فوجد نفسه مسئولا عن والدته وأشقائه الخمسة، ورفض أن يستخرج «قيدا عائليا»، لإعفائه من التجنيد، معتبرا الانضمام لصفوف القوات المسلحة شرفا لا يدانيه شرف، والتحق منذ 6 شهور بسلاح المشاة.