صعوبات تواجه أوباما فى «معركة الكونجرس» لضرب سوريا

نائب بالكونجرس: خطة أوباما «طائشة».. واستطلاع: 223 عضواً يعارضون ضرب سوريا

تتجه الأنظار جميعها إلى الكونجرس الأمريكى، حيث تخيم شكوك متزايدة حول نتيجة التصويت الذى طالب به الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» حول اللجوء إلى القوة ضد سوريا، ويواجه «أوباما» مهمة بالغة الصعوبة تقضى بقلب رأى الكونجرس والرأى العام المشككين فى الخيار العسكرى حيال سوريا، فى وقت نفى الرئيس السورى بشار الأسد أى مسئولية له فى الهجوم بالأسلحة الكيماوية الذى وقع فى 21 أغسطس، ومع انتهاء عطلة الكونجرس، أمس، وعودته إلى الانعقاد، يطلق «أوباما» حملة فى جميع الاتجاهات لإقناع الجمهوريين والديمقراطيين فيه بالمبررات التى يستند إليها للقيام بتدخل عسكرى جديد فى الشرق الأوسط يهدف إلى معاقبة نظام الأسد، وهو يدرك أن مصداقيته ومصداقية الولايات المتحدة على المحك، وسجل «أوباما» ما لا يقل عن ست مقابلات مع شبكات تليفزيونية قبل توجهه، اليوم بخطابه إلى الشعب الأمريكى من البيت الأبيض.
وضاعف كبار مسئولى إدارة أوباما الدعوات إلى أعضاء الكونجرس لإقناعهم بضرورة توجيه ضربات إلى نظام دمشق وتوجهوا لعقد اجتماعات يعرضون فيها مجدداً دوافع أوباما مستعينين بأشرطة فيديو لضحايا الهجوم تبثها الشبكات التليفزيونية الأمريكية بشكل متواصل.
وتوجه «أوباما»، مساء أمس الأول، إلى مقر نائب الرئيس «جو بايدن» للتباحث مع أعضاء جمهوريين فى مجلس الشيوخ، بحسب ما أفاد البيت الأبيض.
وفى مجلس الشيوخ، ستبدأ مناقشة القرار الذى يجيز استخدام القوة والذى أقرته لجنة العلاقات الخارجية، اليوم، مع احتمال أن تجرى عملية تصويت أولى مهمة اعتباراً من الغد، أما فى مجلس النواب، فإن القادة الجمهوريين لم يعلنوا عن جدول زمنى محدد واكتفوا بالكلام عن عملية تصويت «خلال أسبوعين».
ووظفت إدارة أوباما كامل طاقاتها فى هذه المعركة سواء على الجبهة الداخلية أو على الصعيد الدولى، وأكد أحد كبار موظفى البيت الأبيض «دنيس ماكدونو» ضرورة القيام برد محدود، وقال: «تحدثت إلى عشرات النواب هذا الأسبوع، ولا ننوى أن نخسر التصويت فى الكونجرس»، لكن أحد أنصار أوباما الديمقراطى «إيلايجا كامينز» رأى أن على الرئيس أن «يثبت قبل أى شىء أن الأمر يتعلق بالأمن القومى للولايات المتحدة».
وفى السياق ذاته، قال النائب الجمهورى «مايك روجرز»، رئيس لجنة المخابرات فى مجلس النواب والمؤيد للضربات العسكرية، إن الرئيس «أوباما» لم يقدم مبررات جيدة لتنفيذ عمل عسكرى بهدف معاقبة الأسد، وأضاف «روجرز» على شبكة «سى.بى.إس»، الأمريكية: «من الواضح جدا أنه فقد الدعم فى الأسبوع الماضى، لم يقدم الرئيس أسباباً مقنعة»، وقالت النائبة الديمقراطية «لوريتا سانشيز»، على تليفزيون «إن.بى.سى»: «أتساءل أين هى قضية الأمن القومى؟ تأكدوا أنه فى اللحظة التى يسقط فيها أحد صواريخ كروز هناك، نكون فى قلب الحرب السورية»، وقال الجمهورى «مايكل مكول»، رئيس لجنة الأمن الداخلى فى مجلس النواب، إن خطة أوباما «طائشة»، وأضاف مكول: «المشكلة هى أننى أعتقد أن إطلاق عدد قليل من صواريخ توماهوك لن يعيد إلينا مصداقيتنا فى الخارج، هذا نوع من الإجراءات الرامية لإنقاذ ماء وجه الرئيس بعد أن وضع الخط الأحمر»، وقال النائب الديمقراطى «جيم مكجفرن» لشبكة سى.إن.إن: «لو كنت مكان الرئيس لسحبت طلبى. لا أعتقد أن هناك تأييداً فى الكونجرس».
وتظهر استطلاعات رأى أعضاء الكونجرس أن أوباما يواجه مهمة صعبة؛ وكشف استطلاع أجرته واشنطن بوست أن 223 عضواً فى مجلس النواب، إما يعارضون التفويض باستخدام القوة العسكرية فى سوريا أو يميلون إلى معارضته، ويفوق هذا العدد المطلوب لعرقلة مشروع قرار التفويض والذى يبلغ 217 نائباً، ورغم ذلك ما زالت هناك تكتلات كبيرة من المشرعين المترددين، وقال مكدونو إنه «من السابق لأوانه للغاية استخلاص أى استنتاجات» بشأن النتيجة النهائية فى الكونجرس.
غير أن عدداً من المشرعين قالوا إن البيت الأبيض يخوض معركة خاسرة.
وقالت «واشنطن بوست»، الأمريكية، إن خطاب أوباما سيركز على إقناع المتشككين فى قرار الحرب على سوريا بأن عدم الرد سيعنى تمادى إيران وسوريا وحزب الله وإعطاءهم مزيداً من القوة، وفق مسئول فى الإدارة الأمريكية.