واصلت مراكز الأبحاث الأمريكية اهتمامها بالتطورات فى مصر. واختار معهد الشرق الأوسط أن تكون «مصر ومستقبلها» موضوع مؤتمره السنوى، الجمعة المقبل، بحضور عدد من السياسيين المصريين والأمريكيين، والصحفيين المهتمين بالشرق الأوسط، وفى مقدمتهم صحفى «نيويورك تايمز» الشهير توماس فريدمان. وعلمت «الوطن» أن قائمة المشاركين تضم نادر بكار القيادى بحزب النور، والناشط الحقوقى حسام بهجت، والدكتور هانى سرى الدين القيادى بحزب الدستور، ووائل حضرة مستشار الرئيس «المعزول»، وجميلة إسماعيل. فى السياق ذاته، أعد الباحث بالمعهد «توماس ليبمان» قراءة تحليلية عن أسباب دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع و«الحكومة العسكرية فى مصر». وقال «ليبمان»: إن السعودية تتبع استراتيجية محفوفة بالمخاطر، فهى تشكل الحكام الجدد فى المنطقة، ففى الوقت الذى تعهد فيه الملك عبدالله بدعم «الحكومة العسكرية فى مصر»، حسب وصفه، ومواجهتها مع الإخوان، نجد أنها استجابت بتقديرات مختلفة للحركات الثورية والانتفاضات فى العالم العربى، فهى من ساعدت المتمردين فى سوريا ثم ساهمت فى سحقهم فى البحرين. وتابع: «السعودية، ومن خلال دعم حكومة السيسى، الذى كان ملحقاً عسكرياً لمصر بالرياض، قد تكون وضعت نفسها فى خلاف مع أمريكا وتركيا، فضلاً عما يمكن أن يسببه ذلك من معارضة لها فى الداخل، عبر كثيرين ممن يتبنون منهج الإخوان بالمملكة، التى قد تجد نفسها فى موقف صعب، إذا ما تطور الصراع فى مصر لحرب أهلية على غرار سوريا». وأضاف: «المملكة لديها تاريخ طويل من التناقض فى نظرتها للإخوان والتعامل معهم، ففى خمسينات وستينات القرن الماضى كانت ملجأهم من قمع الرئيس جمال عبدالناصر، ودعمت منظمات يهيمن عليها قادتهم، منها المنظمة العالمية للشبان المسلمين، لكنها فى الوقت نفسه كانت تعاديهم كمنظمة سياسية، ودعم (السيسى) يتسق مع هذا المنطق». وخلصت دراسة «ليبمان» إلى أن السعودية تسعى لوجود نظام سياسى مستقر فى مصر، وأن تعود للمشاركة بفاعلية فى حماية الساحة العربية من التدخلات الأجنبية ومقاومة النفوذ الإيرانى، بجانب تشكيل حكومة فى سوريا لا تساير إيران.