«واثق الخطى يمشى ملكاً».. انطباع أكد عليه عمرو موسى، المرشح الرئاسى، فى أول مناظرة تشهدها مصر بين مرشحى الرئاسة، تلك التى أُقيمت أول من أمس، كإنتاج مشترك بين قنوات دريم وأون تى فى، وصحيفتى الشروق والمصرى اليوم، موسى احتفظ لفترة طويلة بالوقفة الطاووسية التى تدل على الثقة فى النفس والثبات الانفعالى، حسب تأكيد رغدة السعيد -خبيرة لغة الجسد ومدربة مهارات بشرية- خلال تحليلها للمناظرة بين عمرو موسى وعبدالمنعم أبوالفتوح، المناظرة التى كانت أشبه بالمباراة شهدت كثيراً من التباين، تقول رغدة: تفوق موسى فى نصفها الأول من ناحية لغة الجسد حيث استطاع أن يوظفها فى التعبير عن أفكاره والتأثير فى الجمهور. الجزء الثانى من المناظرة لم يصب لصالح مرشح بعينه، حيث شهد صعوداً وهبوطاً فى لغة الجسد لكلا المرشحين حسب تحليل رغدة: «أبوالفتوح كان يُشبّك يديه كثيراً وهذا يدل على محاولته تجميع الأفكار وترتيبها، وظهر توتره فى إغلاق وفتح أزرار بدلته أكثر من مرة، التوتر نفسه أصاب موسى، وهو ما بدا فى إمساكه بالقلم والتحدث به، وهى حركة تدل على التوتر فى لغة الجسد، لكن موسى فعل ذلك بذكاء ولم يظهره مثلما فعل أبوالفتوح». إصبع السبابة كان بطل المناظرة، حسب تحليل رغدة، فكلاهما استخدمه فى حديثه لكن كل بطريقة مختلفة، استخدمه موسى بشكل استعلائى أثناء توجيهه حديثه لأبوالفتوح باستخدام إصبع السبابة من أعلى إلى أسفل، وهذا يدل على الاستعلاء، بينما استخدم أبوالفتوح سبابته بنظرة متوسطة وهذا يدل على الأمر المباشر. السن أيضاً كان لها تأثير فى لغة جسد مرشحى الرئاسة، وخاصة فى نهايتها -تقول رغدة- ظهرت على موسى آثار التعب والإرهاق من الوقفة لفترات طويلة، حيث بدأ فى «التفكك» والرد بشكل هجومى على أى سؤال، بينما احتفظ أبوالفتوح بثباته لفترة أطول، ومرد ذلك فارق السن بينه وبين موسى. ورغم منهجية التحليل الذى أجرته رغدة، فإن نتائجه لم ترض د. هاشم بحرى، رئيس قسم الطب النفسى بجامعة الأزهر، أكد بحرى أن لغة الجسد لها علاقة بالمحتوى الفكرى، وأن موسى كان مدرباً جيداً على الاستماع للرأى الآخر، وعلى التفكير والرد تحت ضغوط، لذا اتفقت حركاته وملامحه ونبرة صوته مع أدائه الحركى، عكس أبوالفتوح الذى كان يُعيد الإجابة عدة مرات حتى ينفد وقته، فضلاً عن نظرة عينيه التى لم تغادر الأرض.