اختفى الوقود بشكل نهائى من المحطات فى بعض المحافظات، ورفع الكثير منها لافتة «لا يوجد بنزين ولا سولار»، خاصة خلال النهار، فيما تبدأ السوق السوداء للوقود نشاطها ليلاً، تحت ستار الظلام. وأدى اختفاء بنزين 80 فى البحيرة إلى نشوب مشاجرات بين السائقين وأصحاب المحطات، الأمر الذى تسبب فى حالة من الفوضى، خاصة مع الساعات الأخيرة من النهار واقتراب موعد الإفطار. وقال أصحاب محطات إن السبب فى تصاعد أزمة السولار والبنزين هو الإقبال المتزايد، مشيرين إلى أن حصتهم من السولار مرتبطة بكمية الزيت المشتراة، ولا يحق لهم شراء سولار إضافى إلا بشراء كميات كبيرة من زيوت السيارات. وفى السويس، اختفى الوقود من المحطات بشكل نهائى خلال ال 48 ساعة الماضية، ويقول عصام الراوى، مدير إحدى محطات الوقود، إن المحطة توقفت عن العمل تماماً خلال اليومين الماضيين، بسبب اختفاء السولار والبنزين بجميع أنواعه. ومن جانبه، قال صلاح أحمد، مدير محطة: «السويس لا تعانى أزمة فى السولار والبنزين، لكن المشكلة تكمن فى سوء التوزيع، والبنزين لم يصل المحطة منذ يومين»، لافتاً إلى أن المحطة تحصل على 30 ألف لتر سولار يومياً تكفى لحاجة الأهالى، ولكن 70% من السيارات التى تتردد على المحطة لتموين السولار «غريبة عن السويس»، وتأتى من محافظات أخرى. بينما شهدت محطات الوقود فى الفيوم زحاماً شديداً من أصحاب السيارات والدراجات البخارية، للحصول على البنزين 80، وعادت ظاهرة «الجراكن» بقوة إلى المحطات فى غياب الأمن، فى الوقت الذى وقفت فيه السيارات فى طوابير طويلة أمام المحطات. وفى المنيا يختفى الوقود من المحطات نهاراً ويظهر ليلاً، مما يتسبب فى زحام شديد ومشاجرات بشكل مستمر أمام المحطات. ووصف فوزى أحمد، سائق تاكسى، الأزمة ب«العجيبة» موضحاً أنه قبل يومين حصل على البنزين من محطة وقود بسهولة ولم ينتظر فى الطابور أكثر من ساعة ونصف، لكنه عندما عاد بعد يوم للتموين مرة أخرى وجد الموقف قد تغير تماماً، وفوجئ بطابور السيارات يمتد لأكثر من نصف كيلومتر. من جهته، قال اللواء سراج الدين الروبى، محافظ المنيا، إن الأزمة شهدت انفراجة واضحة خلال الأيام الماضية، نتيجة ضخ كميات كبيرة يومياً من كل أنواع الوقود. ولكن تصريحات المحافظ لم تمنع الزحام أمام المحطات فى المنيا، خاصة فى الليل، حينما تمتد الطوابير لمئات الأمتار، وتتسبب فى تعطيل الحركة على الطرق. ومن جهة أخرى، تمكنت وزارة التموين بالتعاون مع الداخلية من ضبط 27 ألف لتر سولار وبنزين بالسوق السوداء، وتحرر عنها 11 محضراً.