73عامًا قضاها مترجلًا في دروب الأدب، أبرز الجماد وشخّص المادة في رواياته، فجسد الحيوانات أبطالا للقصص، ليعد أول من كتب الواقعية السحرية.. خيري شلبي الكاتب والروائي الذي ولد عام 1938 بإحد قرى كفر الشيخ الصغيرة التي طبعت على موهبته رونق الحياة الريفية الأصيلة وطبعت إبداع الخالق في الطبيعة على عذوبة كلماته. تنوع توصيفه بين الباحث والكاتب والناقد، فببحث دؤوب في دروب المسرح انتشل أكثر من مائتي مسرحية مطبوعة في القرن التاسع عشر وأواسط القرن العشرين، فأدهشه اختفاء ذلك الكنز الزاخر عن الأنظار، فأزال غباره، وقام بإعداده في برنامج إذاعي كان يقدمه الروائي بهاء طاهر، تحت عنوان "مسرحيات ساقط القيد"، وأثناء مسيرة بحثة اكتشف أيضًا نصا مسرحيا من تأليف الزعيم الوطني مصطفى كامل بعنوان "فتح الأندلس" وقام بنشره في كتاب مستقل بنفس العنوان صدر عن هيئة الكتاب في سبعينات القرن الماضي. بأذن ثاقبة، تتحسس غير المألوف، عمل ناقدا إذاعيا ليكون أول من اشتغل بهذا المجال، ليتوالى بعده النقاد اللذين يسلكون نفس دربه في نقد الأعمال الإذاعية نقد بناء، فأثناء عمله كاتبًا بمجلة الإذاعة والتليفزيون، قام بنقد بعض البرامج الإذاعية وكتب عنها كما كان يكتب عن الفيلم السينمائي والديوان الشعري، ليغير نقده في بناء البرامج الإذاعية في ذلك الوقت. "رحلات الحلوجي الطرشجى" أحد أهم أعماله التي أكسبته الريادة في فن كتابة "الفانتازيا" التاريخية، فمزج الخيال بالتاريخ الحي الذي يعيشه وجسد ملامح الريف المصري وتطلع الفلاح إلى المدينة، التي تعد كعالم مبهر ومبهم بالنسبة له تطوق نفسة الاقتراب منه ولكنه لا يأمن شره، وناقش ذلك الموروث الذي ظل عالق في نفوس أهل القرى فترات طويلة. أثارت روايات شلبي إعجاب صناع السينما، الذين حولوا من أعماله الكثير، مثل فيلم "الشاطر"، عن روايته بنفس الاسم، وقصته القصيرة "سارق الفرحة" التي حولها المخرج محمد داوود إلى فيلم، ودفعت كتاباته لغات العالم للتصارع من أجل ضمها إلى لغتها، فترجم عدد كبير من أعماله لمختلف اللغات، ومن أشهر هذه الأعمال التي ترك صداها أثر جيد، الأوباش، فرعان من الصبار، بطن البقرة، وكالة عطية، صالح هيصة، المنخل الحرير، العتقي، أيام الخزنة، والرباعية التي أبدعها قلم شلبي وترجمها التليفزيون في عمل درامي بديع "الوتد" فأخد من "تعلبة" بطلة ورمز لوتد العائلة المصرية ذات الطابع الريفي الممزوج بأصالة الحياة الاجتماعية المصرية، ودور المرأة القيادي في كيان العائلة فتركت تللك الرواية في الأذهان عادات وتقاليد الريف المصري المتأصلة في عمق نفسه. 9 سبتمبر 2013، يحمل هذا التاريخ ذكراه الثانية، فبعد مسيرة حافلة بالإبداع وعالم زاخر بأكثر من سبعين عمل أدبي متنوع ما بين الرواية والقصة القصيرة، والدراسات وفن البورتريه الذي يعد أول من أدخله على الأدب المصري.