طيلة 16سنة لم يغير عاداته فى ذلك اليوم، يرتدى تيشيرت أحمر ب«لون التفاؤل»، ينظر إلى تلك الشاشة متابعاً مباراة القمة بين محبوبه «الأهلى» والغريم التقليدى «الزمالك». داخل شقة بحى «الزمالك» اجتمع «أحمد صبرى» وثمانية من أصدقاء «التالتة شمال» لمتابعة المارد الأحمر عبر التليفزيون، فقرار لعب المباراة دون جمهور، نقل تجمعهم من المدرج إلى الشقة التى تناولوا فيها إفطار اليوم الثالث للشهر الكريم آملين فى فوز يعوض عدم وجودهم خلف اللاعبين.. بدّلوا الأعلام ولافتات فريقهم بمجموعة من المسليات «لب وفستق لزوم فرجة البيت». 25/6/1996.. تاريخ أول لقاء قمة حضره «صبرى» فى الاستاد يتحدث عن تفاصيله كأنه الأمس «الأهلى كسب (اتنين صفر) والزمالك انسحب مستحملش الصدمة، «الفاتحة يا جدعان» يقولها «رجب» صاحب المكان مع ضربة البداية، يبدل كل منهم مكانه بصورة يبدو أنهم متفقون عليها، يعقب أحمد ضاحكاً «أصل احنا كده فى الاستاد بنقعد نبدل الأماكن لحد ما الأهلى يجيب الجون.. لحظتها نثبت فى مكاننا» التفاؤل والتشاؤم قانون ثابت لديه «التيشيرت اللى أنا لابسه النهاردة حضرت بيه من قبل ماتشات الأهلى الموسم ده وكسب» لم يترك «صبرى» مباراة إلا وحضرها داخل الاستاد رغم حظر دخول جمهور، أصدقاؤه الإعلاميون يساعدونه فى ذلك، حتى تلك المباراة التى يشاهدها ظل يقاتل قبل ساعة من بدايتها على الحضور «بس الماتش على أرض الزمالك هنعمل إيه؟». ينتهى الشوط الأول دون أهداف فيقول «هانى» بعصبية «دول أكيد متفقين على التعادل»، فيرد «هشام»: متفقين إيه هما بيلعبوا أيام الجنزورى، فتجلجل ضحكاتهم: آه صحيح دى أيام الجنزورى. السياسة التى حرمتهم من حضور اللقاء كانت حاضرة بين الحين والآخر قبل أن يخفت صوتها ببدء الشوط الثانى، المباراة تسير على وتيرة ثابتة فيقول «عصام» بزهق «لاااا.. الأهلى سيئ جداً النهاردة» لحظتها تضع رأس أبوتريكة الكرة فى شباك الزمالك فيهلل راقصاً «مش بقولكوا الأهلى هايل النهاردة» فيضج المكان بالضحك، يطلق الحكم صافرته يتبادلون الأحضان، قبل أن يحضروا كأساً يحملونه ويلتقطون به صورة تذكارية تعبر عن حالة النصر التى نالها محبوبهم بحصده الثلاث نقاط على حساب الزمالك.