عامان وثمانية أشهر هي المدة التي قضاها محمد عبد المقصود محمد 62 سنة من أبناء مركز منفلوط في محافظة أسيوط في كتابة القرآن كاملا بخط يده بتشكيل المصحف العثماني بعد أن كانت أمنية تمناها منذ أن كان صغيرا يحفظ القرآن بكتاب القرية. عبد المقصود لم يركن للراحة كغيره بعد أن أحيل للمعاش من عمله الحكومي حيث كان يعمل صرافا بمجلس مدينة منفلوط فاستغل وقت فراغه في تحقيق أمنيته التى تمناها طيلة حياته بكتابة القرآن كاملا وبخط يده وجمع ما كتبه في 3 مجلدات كاملة. يقول عبد المقصود إنه كان يعمل صرافا بمجلس مدينة منفلوط، وقبل أن يحال للتقاعد بشهور قليلة قرر أن يحقق حلم حياته بكتابة القرآن الكريم، مضيفا أنه كان يبدأ في كتابة القرآن كل يوم بعد صلاة العشاء ولمدة ساعة أو ساعة ونصف، وكان يكتب صفحتين أو ثلاث صفحات. وأشار الحاج عبد المقصود إلى أنه كان يستخدم الأقلام والخامات البسيطة الموجودة بالسوق، لافتا إلى أنه كان يستخدم مسطرة لتصميم الهوامش بقلم أخضر اللون، ووضع أرقام الآيات باللون الأسود في مجلد ورق ونقل التشكيل من المصحف العثماني، وجمع ما كتبه في 3 مجلدات كاملة خلال عامين و8 أشهر، موضحا أنه بدأ في الكتابة في الأول من شهر إبريل 2015 وانتهى منه في 24 ديسمبر 2017 مؤكدا أن الأزهر راجع ما كتبه ولم يجد به خطأ واحدا. وذكر أن أسعد لحظات حياته كانت هي تلك التي كان يكتب فيها القرآن، مشيرا إلى أنه أثناء كتابته القرآن كان يشعر أنه في محراب حيث تنزل عليه السكينة والهدوء والراحة النفسية. وقال "بفضل القرآن كان الله بجانبي في كل لحظة، وسندي في كل موقف" موضحا أنه على الرغم قسوة الحياة وظروفها الصعبة وضعف راتبه، تمكنت من تربية أبنائي أفضل تربية والتحقوا جميعا بالجامعات وحفظوا القرآن، مشيراً إلى أن فضل القرآن كان عليه عظيما، مؤكدا على أنه لا يطمع في شئ مقابل ما فعله بكتابة القرآن بخط يده إلا في رضا الله وأن يترك لأولاده وأحفاده ذكرى طيبة وميراثا يفتخرون به.