سألت كل الأصدقاء الواصلين والمكشوف عنهم الحجاب، عن سر العين المكسورة للنظام الحاكم الآن، أو سر «الذلة» التى يمسكها حزب «النور» السلفى، على مصر وشعبها، فلم أتوصل إلى إجابة شافية، وما قالوه لى لم يخرج عن أن التيار السلفى هو الورقة الوحيدة التى نثبت بها للعالم أن ثورة شعب مصر الحقيقية فى 30 يونيو لم تكن ضد التيار الإسلامى، بل كانت ضد أمريكا وعملائها الإخوان ومخطط تدمير البلد لمصلحة «أمن إسرائيل». واستناداً إلى هذه التفسيرات حول ضرورة استمرار حزب النور السلفى فى الساحة السياسية، سكت الشعب على مضض وهو يرى ممثلهم جالساً بين الحضور فى مؤتمر إعلان عزل مرسى وإسقاط دولة باراك حسين أوباما المرشد العالمى لجماعة الإخوان. ثم توالت مواقف «الميوعة السياسية»، حيث كانت قيادات الحزب تجنى ثمار ثورة لم تشارك فيها، بينما رجال الحزب وكوادره موجودون فى اعتصامى رابعة والنهضة. وبدأت لجنة العشرة القانونية عملها فى مقترحات تعديل دستور «أوباما البرهامى»، وفى التوقيت نفسه انطلقت تحذيرات حزب النور السلفى، تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا اقتربت التعديلات من المادة 219، التى كانت أشبه بألغام وضعها ياسر البرهامى وهو نفسه الذى كان يطلق التهديدات بأنه سيفعل كذا وكذا إذا حُذفت تلك المادة، التى تعب كثيراً فى التحايل والمراوغة والمناورة لكى يدسها فى دستور مصر. وبعد إعلان تشكيل لجنة الخمسين التى ستتولى صياغة دستور مصر، هاج «النور السلفى» وماج، وأبدى شعبان عبدالعليم الأمين العام للحزب غضبه واحتجاجه على اختيار «ممثليْن فقط للتيار الإسلامى»، وقال حرفياً «لا نعرف ما يحدث.. ولكن ما نراه أن هناك تياراً غير إسلامى يحكم مصر». أثار التصريح اندهاشى وغضبى من الرئيس عدلى منصور، فليس منطقياً أن يختار 2 فقط من المسلمين و48 من الكفار والمسيحيين، لكتابة دستور دولة غالبيتها العظمى تدين بالإسلام، بل هى مركز العالم الإسلامى ومنارته. وقرأت بيان رئاسة الجمهورية لأعرف أسماء الكافرين ال 48، فلم أجد سوى 4 مسيحيين فقط، والباقون مسلمون موحدون بالله ومؤمنون برسوله الكريم يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويصومون ويحجون. إذن، لدينا فى لجنة تعديل الدستور، 46 مسلماً و4 مسيحيين، لكن حزب النور السلفى، لم ير فى ال 46 سوى اثنين فقط يعتبرهم مسلمين، هكذا ببساطة نزع عنهم دينهم وأعلن تكفيرهم سواء بقصد أو من دون قصد. وأعود الآن للسؤال الأول: ما هى «الذلة» التى يمسكها حزب النور على مصر وكسر بها عين شعبها ومؤسساتها؟ ألا يدرك النظام الحاكم الآن أن أكثر من 30 مليوناً نزلوا الشوارع كطوفان ليثوروا على أمريكا وإخوانها وسلفييها؟ وكيف يخاف من تسنده كل هذه الملايين التى ثارت دفاعاً عن هويتها، من تيار ضعيف متهافت لا يفعل شيئاً سوى وضع القنابل فى طريق الشعب؟